۱۲۲ التذكار فان أنتم لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء ناثلات من الكحل ودونكم طيب العروس مانها خلق لأثواب العرائس والانسل قلو أننا كنا رجالا و كنيم ناء لكنا لا نقر بهذا الفعل فتيح او شيكا الذي ليس دافعاً و يختال يمشي بيننا مشية الفحل فموتوا كراماً واصبروا المدوكم مجرب تافى بالغرام من الجزل وإلا فحلوا ظاهرها وتحملوا الى بلد قمر وهزل من الهزل فلبين خير من مقام على أذى ولدوت خير من قام على المفل ولا تجزعوا قومي من الحرب إنها تقوم بأقوام كرام على رجل ويهلك فيها كل نكس واكل ويلم فيها ذو النجابة الفضل فأخذتهم الحال وشق أخوها الاسود ثيابه حنقاً وساعده قومه فيا أراد، فقدروا بطعم بعد أن حقهم سعاد على ذلك ولم يفلت منهم الا رباح بن زيد العلمي لحق بحسان بن تبع مستغيثاً فأغاثه و ظفر بجديس ؛ قصتهم مشهورة و زاد ذلك الأمر حتى اشتغل به أكثر قواده ما رأوا تعاميه على ذلك حتى تعدوه إلى الفاحشة اللوطية . فقد ذكر البهلول أن أحد قواده بساحل آل حامد جمع الرعية لخدمة بستان له هنالك فاجتمع أهل البلد كاهم فرأى فيهم غلاماً أمرد جميل الصورة فقبض عليه يمر أى من الناس و فعل به على أمين الاشهاد الفاحشة العظمى وكان أبوه من أعيان البلد فجعل يستغيث : يصيح ، فأمر القائد المذكور غلمانه فقبضوا عليه ومرعوه وما زال يضربه بالسياط إلى أن مات في موضعه ذلك ، وحملوه ميتاً ودفنوه ، ولم يستطع أحد رفع شكاية لعلمهم المنع من الوصول وعدم قبولها إن وصلوا وكان الامير ضمان لم يدخل يداً في الصلح في أكثر الاوقات أجناس النصارى ، وكان مفتوحاً على يديه وأبلى في جميع أجناس النصارى بلاء لم يعهدوه من مثله ، وأخذ أساطيل غزوهم المعدة له ، وسنذكر
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/138
المظهر