إن المنايا وان همت محرمة على شهيد جميل الحال مبرور مرابط في سبيل الله مقتحم معارك الحنف بالرضوان مأجور ما مات ، بل نال ميشا باقياً أبداً عن عيش فان بكل الستر مغمور و لم يزل طرخود باشا واليا بها ومراد آغا بتاجوراء محبوساً مكفوف اليد عن التصرف الى سنة . سبع وستين وتسعمائة فتوفي مراد ، وفي مدة طرغود اشتغل بنز و أرض الروم و عمارة السواني١ وجلب الناس من أطراف البلاد لعمارةالمدينة فعمرت وقصده أسطول النصارى سنة ست وستين ليفتك البلد فرجع خالياً ، ولم يزل منصوراً مؤيداً في حروبه ناظراً للرعية بالعدل لم يفرض عليهم خرجاً ولم يطالبهم بشيء إلى أن دخلت سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة ، فوجه السلطان سليمان أسطولاً كبيراً لأخذ جزيرة مالطة لأنه بعد أخذه جزيرة رودس استأمنه أهلها فأمنهم ، وخرجوا منها وعمر وأ جزيرة مالطة ولحق المسلمين منهم أذى كثير إلى. وقتنا هذا ملكها الله للاسلام آمين فلما بلغه ذلك ندم على تركهم وأمانهم ووجه اليهم الاسطول سنة أثلتين وسبعين. وتسعمائة فلما حاصروها أرسلوا إلى طرفود يطلبون مدداً خرج اليهم في أثنى عشر شينيا٢ فلما حاصروا بعض قلاعها أصابته رحمه الله كورة٣ قيل لم يصبه جسمها وأنما أصابه حرها ... فنزل من حلقه دم كثير حتى استفرغ فمات ، وقيل أصاب جسمها جوفه فقطعت أمعاءه فدفنت هنالك ، وصبر علي قائد الاسطول باقيه وأرسله الى طرابلس ، فدفن بها ، وقبره الآن مشهور بمقربة من البحر بازاء
مسجده الذي ابتنام بها بنكياء شرقيها والشمال. ولما أرسلوه وقع بين أهل الاسطول