ولاية المنصور أبي يوسف يعقوب بن يوسف ١وتولى ابنه المنصور أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن في الوقت. الذي مات فيه أبوه ، فقام بالأمر أحسن قيام وأقلام راية الجهاد ؛ وأحسن السيرة في الناس وكان ديناً مقيها للحدود في الخاص والعام . فاستقامت له الدولة، وانقادت اليه بأسرها مع سعة أقطارها ، وكان أبو يوسف حسن السيرة ، وكانت طريقه ألين من طريق أبيه مع الناس ، يجب العلماء ويقربهم ويشاورهم ، وهم أهل خدمته وخاصته ، وأحبه الناس ومالوا اليه وأطاعه من البلاد ما امتنع على أبيه ، وسلك في جباية الاموال ما كان أبوه يأخذه ولم يتعداه إلى غيره وقام على يعقوب محمد بن عبد الكريم بالمهدية وهو رجراجي الاصل، وقبض على واليها من قبله وهو الشيخ أبو علي يونس ابن الشيخ أبي حفص بن عبد المؤمن، وكان ذلك سنة خمس وتسمين وخمسمائة ، وأخذ يحيى بن اسحاق الميورقي طرابلس ، و قابس ، وتونس، فاتفق أن قتل بعضهم نفسه لما فعل بهم ابن اسحاق من تقديم المال والتعذيب عليه ، ورأى ذلك أروح له ، وقد ذكرنا تاريخ ذلك ولما بلغ الناصر بن يعقوب مأدهم أهل الفريقية من الميورقي ، وابن عبد الكريم امتعض لذلك وأخذ في الحركة اليها ، وكان يبلغ الميورقي ذلك فيدفع خبرها ، الي أن وصل الناصر الى بجاية ووصله رجاله وأخبروه معاينة ، فوجه ذخائره وأمواله الى المهدية لتكون تحت يد ابن عمه علي ابن الغازي، وخرج من تونس و توجه إلى القيروان ثم الى قفصة واجتمع بالعربان وأخذ رهائنهم وأخذ مواثيقهم معه
على الخدمة ، ثم الى بلاد .نفزاوة وأطلق فيهم أيدي الجند فقتلوا كثيرا من .
- ↑ ولد ليلة الأربعاء رابع شهر ربيع الأول سنة ٠٠٤ وتوفى سنة ٥٩٥ بمراكش وقيل بمدينة سلا واتسع المكه حتى لم يبق يجميع اقطار بلاد العرب من البحر المحيط الى برقة الا من هو في طاعته وداخل فيه ولاته وهو الذي في مدينة رباط الفتح على هيئة الاسكندرية
