انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ولاية عبد المؤمن بن علي
٨٧

ابني محمداً فلم أره يصلح لهذا الأمر وانما يصلح له ابني يوسف فهو أولى به ، فقدموهم له و وصاهم به وبايعوه ودعي بأمير المؤمنين . وكتموا موت عبد المؤمن، وحمل الصورة أنه مريض الى أن وصل الى مراكش، وكان ابنه أبو حفص في تلك المدة حاجباً لا بيه ، فيقي مع أخيه على مثل حاله مع أبيه يخرج فيقول للناس أمر أمير المؤمنين بكذا ، ويوسف يقصد مقصد أبيه ، إلى أن كلت له المبايعة في جميع البلاد و استقرت قواعد الأمر له ثم أظهر موت أبيه وكانت ولاية عبد المؤمن ثلاثاً وثلاثين سنة وشهوراً ، وكان عاقلا ، حازما سديد الرأي ، حسن السياسة للأمور كثير البذل للأموال ، سفا كا للدماء على صغير الذنب ، وكان يعظم أمر الدين ويقويه ، ويلزم الناس في سائر بلاده بالصلوات ، و من رؤي في وقت الصلاة غير مصل قتل ، وجمع الناس بالمغرب على مذهب الامام مالك في الفروع، وعلى مذهب أبي الحسن الاشعري في الاعتقاد وأصول الدين . . وكان الغالب على مجلسه أهل العلم والدين، والمرجع اليهم والكلام معهم ولهم، واستقر الملك بيد يوسف، ووقع له من الاتراك ما حكينا في شأن قراقش ، وكذا من علي بن اسحاق ١ ثم توفي يوسف سنة ثمان وسبعين وخمسمائة فكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة وشهورا ، وكانت وفاته بمدينة شنترين٢ بعد أن حاصر أهلها الافرنج شهراً ثم مرض فمات في ربيع الأول وحمل في تابوت إلى

اشبيلية٣

  1. انظر صفحة ٥٩ - ٦٩
  2. شنترين بفتح الشين المعجمة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوقها وكسر الراء وسكون الباء المتة من تحتها وإندها نون أم من أبن خلكان قال الحموى : وهى تقع في غربي الأندلس بينها وبين باسبة أربعة ، وهي مدينة حصينة ملكها الافرنج منة ٥٤٣
  3. قال ابن خلكان : فلما وصلوا به الى اشبيلية مبروه و قلوه الى تشمل ودفن هناك عند أبيه والمهدى ابن تومرت ، وكانت وفاته يوم السبت السيح خلون من رجب سنة ٥٨٠ وذكر في معمل اخر انه مات في الأول من هذه السنة ، وهو مخالف لما ذكره المؤلف في تاريخ وفاته