ومعه الامير سليمان سيفا والامير شلهوب الحرفوش ومنها توغل في البرية
وانجد الامير مدلج وعاد بفرسانه الى بعلبك فلما وصل الى اللبوة ارسل
رسولا ً يخاطب الذين في حصنها أن يسلموا عن يد وهم صاغرون فاجابوه
اننا اتباع من في قلعة بعلبك فان سلموا سيننا فتركهم واتى الى بعلبك وامر
سكمانه بحصر القلعة فتقاعسوا لان المحصورين من جنسهم، فحنق الامير
وضرب خيامه بقرب خندق القلعة الجنوبي تجاه السور واقام بنفسه على
الحصار فلما رأى السكان عظيم همته وشديد بأسه انقادوا لامره فشرع
ببناء المتاريس ووضع جسورا عالية وصناد بق ملؤة تراب وغطى الخنادق
بالخشب وجعل ينتقل حتى وصل الى حائط القلعة فاخذ الفعلة ينقبون
الحائط وهو لا يفارق المحاصرين أصلاً
وكان الامير يونس وقتئذ في معرة النعمان فقبض عليه هناك مراد
باشا واعتقله في قلعة سلميا ثم الفذه الى قلعة حلب فلما بلغ ولده الامير
حسين ذلك فرّ من حماة ليلا الى قاعة الحصن وارسل اخاه الامير علي
الى الامير شلهوب الحرفوش ليستعطف الامير فخر الدين و يرجوه آن
يكتب الى مراد باشاملتمسااطلاق والده وتعهد بدفع أربعين الف غرش
للامير. وفي تلك الاثناء قدم فبوجي باشي ومعه خلعة تقرير ايالات الجبل
و بعلبك والبقاع على الامير فخر الدين . فخاطب المحاصرين في القاعة بان
بسلموا فأبوا واقبلت حينئذ الاخبار باعتقال الأمير يونس الحرفوش فوهنت
عزائمهم وتوجه زعيمهم الى الامير فخر الدين يطلب الامان له ولرفاقه فطيب
قلبه واعطاء وثيقة لاصحابه واخرجهم من القلعة بالامان وضبط ما للامير
يونس من الموجودات وادخل اولئك السكمان المسلمين في خدمته . وكان
عدد الذين قتلوا من رجال الامير فخر الدين في ذلك الحصار اربعين
رجلا و بعد ان استولى الامير فخر الدين على القلعة الرماية وخمسين رجلاً
بهدم بعض تحصيناتها ووعد السكان بصلات جزاء لحسن خدمتهم وارسل
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/72
المظهر
٧١