الاعظم والمدرسة التي تليه ( هو الجامع الكبير ) . فانجزر به حتى
العمل بتناهيه . فأتلف ما فيه واخرب وغرق . وازعج القلوب واقلق .
والفجر على الجدار الغربي من الجامع فهدمه واخذ ما مر عليه من البنيان
وهذا مشاهد بالميان - حتى بلغ خندق القلعة المنصورة فحرق من سور
البلد الغربي الملاصق لها مقدار خمسة وعشرين ذراعا . وخرج من البلد فما
مر على بستان الا واجابته سراعا . وما قيل يا ارض ما . ك ابلعي . و ياسماء
اقلعي . حتى صارت ذوو المساكن على الطرقات - واصحاب الاموال يستحقون
الصدقات . وتهدمت المساجد وتعطلت الصلوات . ولقد جرى في هذا
اليوم من العجائب ما لا يعد. ومن الغرائب ما لا يحد\. حتى اخبرت الثقاة
انه نزل من السماء عمود عظيم من نار في اوايل السيل ، ورؤي من
الدخان وسمع من الصرخات في الأكوان ، ما يضعف الحيل و يزيد الويل
وقد كتبت اوراق تتضمن ذكر ما هدم السيل بمدينة بعلبك وما شعثه
وأتلفه فمن ذلك الجامع المذكور وما ذكر من السور على الجانبين وكذا
الدور والحوانيت والحمامات والطواحين والاصطبلات وما تلف فيه من
الرجال والنساء والاطفال والخيل والمواشي وغير ذلك . وذلك مما امكن
ضبطه من المعلومات خارجا عن الغرباء الذين كانوا في الجوامع والمساجد
والطرقات الذين لم يعلموا. وذلك خارج عن الكروم والبساتين ظاهر المدينة
بحكم انه لم يقف عليها احد وهو من رجال ونساء واطفال سوى من مات
في الجامع والطريق 147 نفرا. ومن البيوت ٨٩٥ خرابا و450 اختلالاً
ومن الحوانيت ۱۳۱ منها ٥٤ خرابا و٢٧ تشعيفا. ومن البساتين ٤ ٤ ومن
المساجد والمدارس ١٣ منها الجامع المعمور . ومن الافران ١٧ ومن اقنية
الماء ٤ ومن الطواحين ١١ قتل فيها من الناس ٤٧ نفرا .انتهى
وفي ٨٠٣ ھ – ١٤٠١ م اتاها البلاء الماحق الطاغية نيمورلنك الذي
بعد ان صب ويلاته العدائية على حلب قصد دمشق فر على بعلبك .
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/65
المظهر
٦٤