صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

اليوم التالي برز هر اس بجيوشه وحث قومه على الجلاد ونجاة البلاد وكانوا عددا لا يحصى . فحملوا على جيوش العرب حملة البلاء فالتفت العرب ليفها وشدت على الروم فأدمت الارض طعناتهم ونثرت الحياة مجاتهم والروم تستظهر مع ذلك على العرب حتى كادت تفر فهم المزية ولا أن رجلاً من المسلمين كان قد جرح اثناء المعركة صعد الى رابية لينظر الحرب والبلد معا فراي وراء المدينة شرذمتين من العرب ممن فرقهم ابو عبيدة وافقتين شما با عبيدة بين طيات القهقرى فاضرم ها نارا اشارة النجدة في اصطلاحهم ورا ي قائدا الشرذمتين النار ففهما مضايقة اخوانهم فاسرعا برجالهم النجدة ابي عبيدة . فوصلا وقد كاد الجيش ينهزم واقيلا من وراء الروم وحال رجال الشرذمتين بينهم وبين المدينة ، فاشتدت عندئذ قلوب المسلمين ووقع الرعب في افئدة الروم فتكوا فتكا وانهزم اذ ذاك الرومان وعجزوا عن دخول المدينة فتراموا إلى قرية قريبة وقيل الى دير على رابية هنالك. فحذر أبو عبيدة المكيدة ولم يتبعهم ولكنه وضع فرقة من العرب لحصرهم في تلك القرية فردهم عنها الروم ، فسير ابو عبيدة فرقة كبيرة بزعامة سعيد بن زيد فحصرت الروم في القرية ولما تضايق هولاء ورأ هر بس ان الدفاع لا يجديه نقعا استأمن الى سعيد بن زيد على نفسه ورجاله وطلب اليه ان يرسله الى ابي عبيدة ليعقد معه شروط الصلح ولما علم أبو عبيدة باستثمان هراس وقدومه شدد الحرب على المدينة حتى تضايق أهلها اشد الضيق ثم وصل اليه سعيد بالبطاريق فطلب اليه هر بس ان يرفع جنده عن الحصار واعدا اياه بالف اوقية من الذهب والفي أوقية من الفضة والفا ثوب من الديباج على ان ابا عبيدة طلب اليه ان يضاعف الجزية و يزيدها الف سيف وخراج الارض في تلك السنة وجزية ما بعدها وان لا يبنوا كنيسة جديدة ولا يفتحوا حربا على دولة اسلامية . فقبل هراس بثقلها مشترطا على ابي عبيدة منع اصحابه من