انما هي التي نقلت تلك المواد الضخمة المستعملة في بناء هذه المدينة »(١) « ولما كانت العرب تعتقد بأن نمرود كان رجلا كافرا عاليا وانه زعيم عبدة الاصنام وقد ملك في لبنان قالوا ان ابرهيم انذر هذا الملك بغضب الله فطرحه في اتون من نار خرج سالما . فقال اذ ذاك لحاشيته اريد الذهاب الى السماء لاري هذا الاله الذي ينذرنا ابرهيم بقوته وامر ببناء برج بابل . ولما صعد قمته رأى أن السماء لم تزل بعيدة عنه كما لو كان باقيا على سطح الارض . ولما تهدم البرج في الليلة التابعة عزم لحماقته ان يصعد الى السماء في عجلة يجرها أربعة من الطيور، غير أن عجلة نمرود بعد ان تاهت في الفضاء مدة سقطت على جبل بعنف فزعزعته ، و بما ان الجبل الذي تدهور عليه كان حرمون فقير هناك (٢). فزعم الشرقيون ان بعلبك كانت البرج الذي بناه نمرود ليصعد منه الى السماء ، واخبر دارفيو بان اليهود في سنة ١٦٦٠كانوا يعتقدون ذلك اذ قال : يؤكد لليهود بان فحولة لبنان الشرقي هي النتيجة اللعنة التي جلبها نمرود على نفسه لما شرع في بنآء برج بابل ( بعليك ) (٣) وفي كتاب مخطوط قديم وجد في بعلبك مذكور ما نصه من بعد الطوفان لما ملك النمرود في لبنان أرسل جبارة فجددوا بناء قلعة بعلبك وسموها باسمها اكراما لبعل اله المواسين وعبدة الشمس » وكانت العرب تزعم أن ابرهيم اب الاباء ملاك في دمشق ونواحيها وذهبوا الى ان مقامه كان في بعلبك وكذلك مقام كل الانبياء ، وقال ابو زكريا القزويني « في بعلبك قصر سليمان ( عم ) و بقلعتها مقام الخليل
- David Urghart, thi Lebanon. Diary (1)
- (۳) تاریخ ا : ان الاب مرتين ك 1 : ف ٢ : عدد ١۸٥
- (۳) الجزء الثاني - الفصل السادس والعشرون D'Arieur Mémoires
