صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧

تشرف على قرية « الفاكية » يهبط اليها بسلك وعر طوله خمس دقائق وهي كبيرة تحيط بها الصخور والروابي يبلغ عدد سكانها ۸۰۰ نفس ثلثاهم روم كاتوليك والثلث الآخر مسلون وفي مركز مديرية تابعة قضاء بعلبك وفيها سوق بني بحاجة القرى المجاورة ويصنع في هذه القرية سجاد جيد ثم يأخذ المرء صعودا الى أن تنبسط له تلك الهضاب مدة عشرين دقيقة الى« راس بعلبك » وهي اكبر قرى الهضاب لا يقل عدد انفسها عن الالفين من روم كاثوليك لهم كنيسة واحدة ودير للسيدة شرقي القرية بناه المطران يوسف صقر اسقف حمص الكاثوليكي وسكن فيه . واهل القرية لشداء ذوو باس وقوة الجودة مناخ موقعهم ، وكانت القرية من قبل اكثر عمرانا ولكن اعتساف الحرافشة أكره الكثيرين من اهلها على الجلاء فلجأ وا الى زحلة كما مر بيانه وفي الراس خرابات كنيستين قديمتين احداها في وسط القرية والاخرى غربيها . وطول الثانية نحو ٣٠ مترا وبقربها خرابات اخرى درست تماما وربما استدل من احجارها على انها كانت قناة ماء رومانية . ويزعم بعض العلماء ان قرية الراس هذه هي «كونا » القديمة المذكورة في كتابات انطونيوس ، ولم يزل اهلها يقولون بأنها كانت تدعى « الفنية » وهو تحريف اسمها القديم ومن القرية شمالاً تشاهد قرية « القاع » على مسافة ساعتين منها وفيها ١٠٠٠ نفس من الروم الكاثوليك . واراضيها تتحد بقضآء حمص من الشمال و بالنبك من الشرق مشرفة على برية تدمر القفراء وفي الراس النبع المعروف بالحصيب وهو لألآء طيب ، ومنه يؤخذ بين بساتين التين جانب السهل شمالاً بميلة الى الغرب في طريق يقضي في ساعتين الى قرب لبنان الغربي . ثم يغور وينجد مسافة ٣٠ دقيقة الى ان يبلغ مرجة تحميها الصخور العالية ، وهناك « عين الزرقاء » نبع