صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥

وعلى مسافة ساعة من جنوب النبع مرتفع يتفرج منه للنظر مسهل بعلبك وقد لاحت قراه بين خضرة المروج وسلاسل الجبال كانها قيود حياة واصابع صراط الى الفلاح . والى الشمال يرى لبنان الشرقي ومحيط الافق يقطعه فوق البرية المتصلة بتدمر . اما لبنان الغربي فيراه كأنه ينقطع وهو لا ينقطع تكسوه نضارة الغابات لباسا لا تمزقه الرياح . ثم تنجلي للعين في السهل البعيد بحيرة حمص يظلمها الغمام واقرب منها قاموع الهرمل والقرى المنبثة في السهل وفي سفح الجبال ثم ياخذ الطريق انحدارا شيئا فشيئا نحو ساعة حتى " اللبوة " وهي من اعذب قرى بعلبك ماء واكثرها خيرا واشجارا واغزرها انهارا تنبثق من نبع عظيم مصوت في شرقيها فتسقي اراضيها وغيرها من القرى الى ان تختفي في ثجاج العاصي. ولهذا ابرموا بان نبع اللبوة هو المخرج الاصلي لهذا النهر الواسع ، قيل ان زينب ملكة تدمر الشهيرة اخذت قسماً من مياه هذه القرية وإجرتها في قناة عظيمة الى تدمر. ولا يزال النهر الذي يسقي اراضي العين والراس والبقاع بدعى بالقناة إلى اليوم وقد نقل الاهلون قريتهم مؤخرا الى ما وراء النبع للشرق ويرى في قريتهم القديمة خرابات هيكل عظيم حصنه العرب . وحدث في ارض اللبوة وقعة بين الاسلام والصليبيين في ١٧شوال سنة ٥٦٥ ه – ۱۱۷۰ م وتفصيل ذلك ان شهاب الدين محمد بن ايلغازي بن ارتق صاحب قلعة البيره سار بمائتي فارس لخدمة السلطان نور الدين محمود بن زنگي . فلما وصل الى اللبوة خرج للصيد في ارضها مع فرسانه فصادف ثلاثمائة فارس من الفرنج الصليبية يقودهم رئيس فرقة الاسبيتالية ( فرسان مالطة ) وكانوا قد خرجوا للغارة . فتلاحموا واقتتل الفريقان فانهزم الفرنج وعمهم القتل والاسر فلم ينج منهم احد . و يظن ان الابوة في ليبو القديمة الرومانية وقد جاء في كتاب موري" الدليل في سورية وفلسطين "ما يأتي :