” مغر الحبيس ، بعضها ذات نقوش. وعلى بعد نصف ساعة منها في الجبل آثار هيكل قديم وامامه عمود على شكل المسلات المصرية متوج باكليل من الغار وعلى ٣٥ دقيقة منها «كرك نوح" قرية عن يمين الطريق يبلغ عدد سكانها الاربعائة · ثلاثة ارباعهم من الروم الكاثوليك والربع الآخر شيعة فيها معبد قديم يزعم اهلها انه قبر نوح و يقولون ان نوحا عليه السلام سكن بعد الطوفان مع أولاده سهل البقاع و بعلبك ومات في الكرك ودفن فيها . وطول قبره بلغ الاربعين ذراعا لان نوحا كان على زعمهم طويل القامة جدا . وذهب البعض الى ان قال ليس في القبر الا ساقيه وانه كان اذا مشی وصل بساقيه الجبلين. وقد زار هذا القبر بيبرس البندقداري بعد اعتلائه العرش سنة ١٢٥٨ مسيحية فرممه ومن الكتابات الرومانية التي وجدت عليه بما انه كان حصنا بناه الرومان وهذه القرية تكاد تتصل « بالمعلقة » قصبة قضاء البقاع. وسكان هذه القضية الفان معظمهم مسيحيون من روم كاثوليك، وارثوذكس وموارنة وقليل من المسلمين وتأتيها مياه زحلة فتسقي بساتينها الواسعة الجميلة . وفي المعلقة اربع كنايس ومعبد للبروتستان وعدة محال للقهوة . وفيها أيضاً محطة السكة الحديدية المارة من بيروت للشام وهي متصلة بزحلة اتصالاً تاما لا يفصلها عنها سوى سلسلة صخور صغيرة غربا وغياض كثيفة جنوباً اما " زحلة " فهي من اعمال لبنان فيها عشرون الفا من السكان معظهم روم كاثوليك وقليل من الموارنة والروم الارثوذكس وهم قوم اشداء . والبلدة مبنية على كتفي واد جميل يدعون القسم الجنوبي منها الضيعة ، وهو الأكثر سكانا والشمالي القاطع ، و ينساب في اسفل الوادي نهر البرذوني الغزير الجيد متكسرا على الحصى البيضاء . والبرذوني نهر منبعه قرية قعمرين في نحف جبل صنين على بعد ساعة ونصف من زحلة ·
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/20
المظهر