خشب الهيكل الثاني الذي بني في ايام زربابل من الارز. قال يوسيفوس
ان هيرودس استعمل خشب الارز لسقف الهيكل الذي بناه . وقيل بأن
صليب المسيح كان من خشب الارز والشر بين وذلك دلالة عما لهذا الخشب
من الكرامة . ومما يقال ان سقف فية كنيسة القيامة في القدس وكنيسة
العذراء في بيت لحم كان من الارز‹١›"
وترجح بأن سقوف هياكل بعليك كانت أيضا من خشب الارز
لاتساع مدى السقوف ومناسبة جذوع الارز لها لطولها وشدة صلابتها.
ولم يبق في لبنان سوى خمس غابات اعظمها واشهرها الغابة التي فوق بشرة
التي نحن الآن بصددها
هذه الغابة واقعة وسط بقعة فسيحة تحيط بها الجبال الشاهقة بينها
و بين البحر نحو ١٥ميلاً وترتفع عن سطحه ستة آلاف قدم ، ومحيطها يقرب
من نصف ميل وقد سورت بجدار حجري لحفظها وفيها نحو اربعماية شجرة
ضمن مرج أخضر اقدمها ثنتا عشرة شجرة منها ثنتان محيط الواحدة منهما
نحو اربعين قدما . والباقون من ٢٠ الى ٣٠ قدماً . ولا يقل محيط
اصغرها عن عشرة أو خمس عشرة قدم . بافت بعضها بعضاً
تغلب الشمس بظلها الكثيف. ولم يدخل الارز رجل لم تدهشه باسقات
اشجاره وتقادم اعاره وعزة ادواره والمتبصر به يخال انه يشاركه بمجده
و يذكر للناس عظم مهده واثر لقدسه تؤلهه غابرات الازمان وتعليه
بتصوراتهم قوات الاديان. وبين هذه المستغربات ينبه المنقاطر من الناس
الى معبد صغير يعلن قوة الله وضعف انسانه ويؤيد اجلال اللبنانيين او
بالحري مسيحيي المشرق لهذا الارز العظيم اذ يدعونه « ارز الرب »
والى بعلبك من الارز طريق اخرى . اذ ينقلب المسافر الى عيناتا
فيسلك واديها ساعة للغرب الى « اليمونة » المحتوية على مائتي نفس من
(١) عن دائرة المعارف صرف اطلب ارز