من الجهتين تقابل بعضها بعضا وقد بقيت آثار تدل على مكان وضع الاخشاب . ومن الآثار المسيحية سيف هذا الهيكل رسم صليب يوناني تحت قاعدة عمود مضلع في الجدار الجنوبي . ولذا يقال بانه حول في زمن اليدويون او خلفائه الى كنيسة . واما العرب فينوا سين وسطه ثلاثة قبية لم يعلم الغرض منها. وقد هدمها الالمان ليظهروا الهيكل بظهره القديم قاعة العرب : كان وجود هذه الهياكل المتينة البنيان القوية الأركان اعظم سبب لأغراء العرب الفاتحين على الانتفاع بحصانتها فحولوها الى قلعة منيعة غير محجمين رهبة عند مشاهدتهم هذه الأبنية الباذخة عن مباراة الاقدمين بتشييد قلعة لا تقل عظمة وقوة عما سلف من البناء القديم . ، فينوا بالحجر الفخم والاحكام في الوضع اسوارا تطوقها وجعلوا فيها المرامي للسهام بعضها فوق بعض وشيدوا على جوانبها الأبراج والثكنات وزينوها من فوق بالشرفات وقد رفعوا الاثقال ومواد البناء الى ارتفاع شاهق حتى انهم زادوا على علو الهياكل علوا آخر واحاطوها من الخارج بالخنادق الواسعة وجعلوها من امنع القلاع حتى قيل ان من ادلة منعتها ان الصليبيين كانوا يخشون مهاجمتها . واما في داخلها فبنوا بالحجر الصغير مما يشبه أبنيتنا الضئيلة اليوم الجوامع والبيوت والحمامات والايوانات والافران والاسربة . وفرشوا في بعض أبنيتهم الفسيفساء الملونة ووضعوا فيها البرك المزخرفة واجروا اليها المياه من القناة الرومانية القديمة بقني من الفخار الصلب وسكنوا القلعة الى منتصف القرن الثامن عشر المسيح الى ان فوضتها الزلازل وأصبحت انقاذها ركاما في وسط الهياكل فنظفها الالمان ومعظم هذه التحصينات ينتهي بناؤه الى السلطان صلاح الدين الايوبي وخلفائه بدليل الكتابات الموجودة على الجدران من الملك الامجد بهرام شاه ابن اخي السلطان . ومن ذلك ما هو للسلطان قلاوون وابنه الملك الاشرف خليل وللسلطان الظاهر برقوق . ولم تظهر كتابات تدل على ان القلعـة
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/123
المظهر