صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

واما باب الهيكل فقد أجمع العالم على أنه التحفة التي ابقاها الدهر من اثار الاولين والآية التي تتلو حديث الاعجاب والدهشة للمتأخرين اذ ليس مثله في ما ترك الأول للآخر بحسن البناء والطاقة النقوش وغزارة الممثلات والقان الرسوم ، فعلوه ١٣ مترا وعرضه ستة أمتار ونصف وقائتاه احجار منشاة بنقوش مختلفة بعرض متر وربع متر فأولها نقش « مثنی » ثم صف من أوراق النباتات المتنوعة ثم حب اللؤلؤ ثم البيض والنبال ثم ساقية رسم فيها داليتان من شجر الكرمة والواحدة منهما معرشة على الأخرى و بينها الفون (Les Faunes) من الهة البداوة والكوبيدون من الهة الحب والحمام والحواري تحمل عناقيد العنب دلالة على الخصب و بعد ذلك سلسلة محبوكة ثم ساقية تمثل نقشا بديعا يتخلله الخشخاش وسنابل القمم مما يمثل الحياة والموت . وعتبة الباب السفلى حجر واحد وعتبته العليا ثلاثة احجار فوقها ما ذكر من النقوش التي على قائمتي الباب ثم افريز عليه رسوم في غاية اللطافة يتخللها غصن من الأوراق المعرشة بينها صور سباع وطيور ولكنها مهشمة وفوق ذلك كله طنف (قفا تخته) عليه رسوم اسنان العجوز والبيض والنبال وأنواع الورود والمفتاح اليوناني ثم أوراق متنوعة . وعلى جانبي العتبة زفر بارز تحت الطنف كحرف S الافرنجي يعد بنقوشه من ادق والطف المصنوعات ولم يزل الأيمن سالما . واما وجه العتبة مما يلي الأرض فقد نقش عليه في الوسط نسر المريخ حامل بمخلبيه الكادوسة وهي قضيب ذو جناحين يلتف حوله حيتان وهو رمز التجارة . وعلى جانبي النسر ملاك من كل جهة حامل بينه و بين النسر غصناً الأشجار فيه ورق وثمار ، وقد تكسر منها الملاك الايسر وهذه الصورة تشير الى ما كانت عليه المدينة من سعة التجارة ووفرة الغنى . وقد كان الحجر الوسط قد سقط بفعل الزلزلة وقوة الثقل نحو مترين فدعم ببناء تحته . وكان نصف الباب مطمورا بالأنقاض والأتربة فرد رجال البعثة الألمانية الحجر الهابط