صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/118

الهيكل الصغير او هيكل باخوس: وتسميه الأهالي « دار السعادة » وهو جنوبي الهيكل الكبير وقد رجح رجال البعثة الألمانية انه كان مكرساً لآله الخمر ديونيس أو باخوس ولم يؤكدوا زعمهم هذا ولم تعلم الغاية التي حدت بالرومان لبنائه بجانب الهيكل الكبير في منخفض من الأرض وعلى طراز يشبه بهندسته ونقوشه ذاك الهيكل دون ان يكون امامه بهي ولا أروقة .
اما هذا الهيكل فانه من اجود الاثار حفظا يفوق في اتقانه و بديع نقوشه جميع الهياكل الباقية من عصر الرومان في المعمور كله . وقد بني على دكة ضخمة بغاية الاحكام في التحام الأحجار بعضها ببعض . ولها افريز من اسفل وطنف علوي . يبلغ طول الدكة ٦٨ مترا وعرضها ٣٤ وارتفاعها ٤ امتار و۷۰ س .
وكان يحيط بالهيكل ٥٠ عمودا منها ١٥ على الجانبين وفي جملتها أعمدة الزوايا و٦ أعمدة مما يلي الهيكل والباقي قد قام صفين امامه ، وكلها من النسق القورنثى الغير المضلع ما عدا الاعمدة الامامية فإنها كانت مضلعة . وأكثرها ذو خمس قطع مع التاج والقاعدة . علو العمود مع قاعدته وتاجه ۱۸م و ۲۰ س وثخنه من اسفل ٥م و٧٣ س ومن اعلي ٤م و٧٣ س وفوق تيجانها افريز وطنف يشبه بنقوشه مثله في الهيكل الكبير وان يكن اصغر حجما . وبين العمد وجدار الهيكل فسحة تبلغ الثلاثة الأمتار مسقوفة بين افريز الاعمدة وجدار الهيكل بالواح حجرية هائلة في الكبر ومغشاة بنقوش لا تقع العين على اجمل واكثر اتقانا منها . ونقوش هذا السقف مقسمة بمسدسات في الوسط ومثلثات ومعينات حولها حتى كأنها نجم مسدس الاشعة كالرسم المعروف بخاتم سليمان . وفي وسط كل مسدس صورة مجسمة لآله من الآلهة اليونانية والرومانية . وفي المعينات صور صغيرة لأنصاف الالهة او الأشخاص الممتازين . وقد شوهت أوجه كل الصور ولم يبق من السقوف الا القليل