صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

اليوناني وفوق ذلك كله أوراق مختلفة مجسمة يتخللها على خط مستقيم فوق كل عمود روس سباع فاغرة اشداقها لتصريف ماء المطر من سقف الهيكل . وقد وجدت قطعة من هذا الطائف في جهة الهيكل الجنوبية سالة بجميع رسومها وهي تنبي :ا كانت عليه النقوش من الاتقان والبراءة وكان وماء العشرة أعمدة الامامية صف آخر من الاعمدة ينتهى منه الى فسحة كانت امام باب الهيكل ( انظر الخارطة ) وكان فوق طائف الاعمدة الامامية والخلفية واجهة ronton مثلثة الشكل تماثل سقف الهيكل وتحاذيه وهي مبنية بحجارة فخمة وعليها نقوش كنقوش الطنف وتحمل فوقها تماثيل الالهة المتقربة للمشتري وقد بقى منها انقاض قليلة وجدت في جدران الكنيسة البيزنطية .
غير انه لسوء الحظ جنت يد الجهل على هذا الهيكل فخربت جدرانه وقوضت بنيانه ودكت أسسه الى غور بعيد ولم تترك منه سوى سنـة أعمدة في . جهته الجنوبية وقد كانت قبل زلزلة سنة ١٧٥٩ تسعة . وهذه الاعمدة الستة الباقية لم تزل واقفة يغص بها الجو صابرة على ما فعل بإخوانها الدهر الخلاب . وهي اول ما يبدو للقادم الى بعلبك فتمثل له عظمة الهيكل كله لما كان واقفا بعمده الاثنين وستين . وكان البادئ بهدم هذا الهيكل الامبراطرة البيزنطيون حيث استعملوا انقاضه لبناء كنيستهم في البهو الكبير ، ثم حذا حذوهم العرب لقرب الهيكل من المحال الضعيفة في القلعة فجعلوه مقلما يستخرجون من اسمه الأحجار ليخمنوا بها قلعتهم . وقد ادرك الالمان بحفر بانهم أعماق الهيكل فكشفوا عن أساس الجدران التي كانت وراء الاعمدة الخارجية وعن أسس الأبواب .
واستدلوا على انه كان فوق العمد والابنية الداخلية سقف دري يدفع عن الهيكل حرارة الشمس وعواصف الشتاء .
ويحيط بالهيكل من جهاته الثلاث بناءٌ هائل قائم بالحجارة