صفحة:تاريخ الجزائر في القديم والحديث 3 (1964) - محمد الميلي.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

انتصابهم و لحقته الرسمية القوية التي كان يجب أن يصطدموا بها اثر نزولهم بسيدي فرج ، الذي جاء بدوره عقب ضعف الأسطول الجزائري ، وبما أن الجيش التركي البري الذي كان موجودة بالجزائر كان موجها اساسا لقمع السكان و جلب المغارم فهو لم يتمكن من الصمود في وجه العدو الخارجي.

ان هذا الجانب الايجابي ، وهو تكوين الأسطول الجزائري كان هو الثمن الذي دفعه الأتراك مقابل بالجزائر ، لان عدم امتلاك الامارات الجزائرية في القرن الخامس عشر الميلادي ، لاسطول بحري قوي اوجد بالجزائر الظروف الموضوعية التي هيات لاستقبال الجزائريين لهذه القوة التي لم تكن موجودة عندهم حينذاك على أن هذه القوة البحرية التي جاء بها الأتراك أدت إلى لا قوة . وهذا الجانب الايجابي انعدم مع طول الزمن . لماذا ? ان معظم الكوارث التي لحقت الأسطول الجزائري ، قد بسبب الدولة العثمانية : ذلك أن الأسطول الجزائري في العهد التركي كان مثل خطيئة آدم في المفهوم المسيحي : لقد كان قوة خارجية جعلتها ظروف معينة تنتمي إلى الجزائر ، فكان محكوم عليها دوما أن تخدم الأصل ، إلى أن انقرضت الأصل وسحبت معها في تدهورها كامل الجزائر . والعبرة المستخرجة من ذلك هي ضرورة الاعتماد على البناء الاصيل المنبثق من الشعب .

وهناك ظاهرة إخری تستحق البحث ، لانها تلقي بعض الضوء على السهولة النسبية التي استقر بها الأتراك في مدينة الجزائر من جهة ، وتفسر من جهة أخرى إلى حد ما الطابع الذي اكتسبه الحكم التركي بكامل الجزائر ، من جهة اخرى .

هذه الظاهرة تتصل بالجو النفسي لمدينة الجزائر في تلك الفترة : لقد كانت جوة ناعما جلب الى مدينة الجزائر اخلاطا من السكان ، في وقت كانت فيه الرابطة العصبية تلعب دورا هاما في قيام الحكم ، فهذا الجو الناعم جعل سكان مدينة الجزائر في ذلك العهد يتفرغون الى الكسب دون أن يهتموا كثيرا بلون الحكم السياسي وقد أعطى هذا الجو صورة خاطئة للحكام الأتراك عن حقيقة الجزائر كوطن .

و في نطاق تلك الصورة جرت محاولات عديدة لابراز الشخصية الجزائرية بكامل بسلب