صفحة:بين الكتب والناس (1952) - العقاد.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من أحاديث رمضان

شعر العبيد



لا أحسب أن كثيرا ممن قرأوا في بعض هذه المقالات کلامی عن تقصير المرأة في شعر الرثاء قد فهموا منه أنني أنكر وجود النساء الشواعر أو أنكر ظهور الشاعرية في النساء ، فان المرأة الشاعرة «ظاهرة أدبية » معروفة في الآداب العالمية وقد تعود الى الكلام عليها في غير هذا المقال ولكن صاحب الخطاب الذي تعقب عليه بمقالنا هذا قد فهم أننا أنكرنا النساء الشواعر أو وجود النساء اللاتي يروي لهن شعر في الرثاء فكتب الينا يقول: «۰۰ وأين أنتم من جليلة بنت مرة والخرنق أخت طرفة والسلكة أم السليك وليلى العفيفة وهند بنت النعمان والخنساء و غيرهن من الشواعر الراثيات والمتغزلات ۰۰? » ثم قال مافحواه : أن حياة العبودية التي كانت مضروبة على المرأة في العصور خليقة أن تفسر لنا قصور المرأة في الشعر والفنون .4 إلى غير ذلك المعاذير التي لا تخرج عن هذا المعنى ، ومنها الحجاب . ونحن نخالف صاحب الخطاب ولانعتقد صحة المعاذير التي يلتمسها للمرأة في تقصيرها عن الرجل في شعر الرثاء على الخصوص . فان الرثاء باب لم تغلقه الأمم دون المرأة من قديم الزمن ، ولا نعرف فيما أطلعنا عليه من الشعر العربي وغير العربي قصيدة واحدة ترتقي الى طبقة المراثي التي أثرت عن شعراء الرجال أما الحجاب فلم يكن شائعا بين العرب في الجاهلية ولم يكن شائعا بين الأوربيين في جميع العصور ولا نظنه من المعاذير الصحيحة اذا من ۷۳