صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٨
بشير بين السلطان والعزيز

وأنه قام في اليوم الثاني وتابع زحفه حتى الساعة الثالثة من النهار فأحاط به الدروز من كل جانب وأصلوه ناراً حامية من وراء الصخور فتساقطت عساكره وجرح أحمد باشا ثلاثة جروح و«تقنطر» الحكمدار وكاد يهلك لولا معونة علي آغا البوصيلي. وقتل وأسر من الجيش أربعة آلاف وفقد الدروز ثلاث مئة من ألفين وغنموا مالاً وذخيرة وعتاداً1. وتغنوا بأبي إبراهيم مؤكدين معونته مبصرينه «يمرح بين الفراعنة كالنـار المشتعلة والبرق الخاطف» مبتهجين لإشفاقه عليهم (من مخطوطة درزية حورانية).

فكتب الحكمدار إلى العزيز في التاسع عشر من شهر شباط يصف ما حلَّ بألاي المشاة الرابع فيفيد أنه بعد أن حارب أفراده الثوار طيلة نهار وليل من وراء المتاريس تكاثر عليهم الثوار والعربان فاضطروا أن يفروا وتوفي أكثرهم. ثم ينقل ما أفاد به خلیل آغا اليوزباشي في الألاي الرابع عشر فيقول أنه وقع في بؤرة حجرية مع مئة نفر وأن اللواء رجب بك سقط فيها أيضاً وأن العرب أحاطوا بالبؤرة المذكورة ولكنه فر منها ونجا بنفسه وإنه فهم من أقوال الآغا المذكور أن رجب بك توفي ومن أقوال شاكر أفندي البكباشي المدفعي أن طيفور بك وقع في أيدي العرب2. ورفع الحكمدار في الوقت نفسه البيانات التي أعدها البكوات بعدد القتلى والجرحى وأفاد أن الألايات المنكسرة لا تزال تصل إلى دمشق يوماً بعد يوم. ويستدل من هذه البيانات أن ألاي المشاة الثاني فقد في الرابع عشر من شباط مئة واثنين لا يعرف مصيرهم وستة مجروحين وتسعة متوفين وأن ألاي المشاة الغارديا الثاني فقد ما بين الرابع عشر والتاسع عشر من الشهر نفسه مئتين واثنين وخمسين جريحاً ومئة وتسعة عشر متوفين وسبع مئة وخمسة ضاعوا أبان المحاربة وأن ألاي المشاة الرابع عشر خسر مئة وثمانية من الجرحى ومئة وواحداً وستين ضاعوا أبان المحاربة وأن ألاياً آخر فقد ألفاً وخمس مئة وثلاثة وستين من مجموع قدره ألفان ومئة وثمانون. ويستدل من الكشف الذي أعده قائد ألاي المشاة الغارديا الأول أنه فقد في هذه الموقعة نفسها ألفاً وثلاثة عشر نفراً ورتيباً وأن ألاي المشاة الثامن عشر فقد بين قتيل وجريح وضائع سبع مئة وعشرين، فيصبح مجموع الجرحى والقتلى والضائعين في هذه الموقعة وبموجب هذه البيانات الرسمية أربعة آلاف وسبع مئة وثمانية وخمسين3.


  1. المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص۱۲۳ – ۱۲٥
  2. المحفوظات ج۳ ص ۳۲٥
  3. محمد شريف باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج۳ ص٣٢٦ - ۳۳٣