صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢٠
بشير بين السلطان والعزيز

شريف باشا إلى جانب الحلفاء وعاد خلسةً إلى دمشق قبل وصول السرعسكر إليها واتصل بمحمد شريف باشا. فعلم بذلك يوحنا بحري بك ونقل الخبر إلى إبراهيم باشا قبيل قيامه من زحلة. فلما وصل السرعسكر إلى دمشق أمر بإلقاء القبض على الحكمدار للتحقيق وأرجأ المحاكمة ليقوم إلى مصر1.

وقبل خروجه من دمشق دعا السرعسكر إليه أعيان البلد ووجوهها وطلب إليهم أن ينتخبوا متسلماً عليهم فوقع اختيارهم على حسن بك الكحالة ثم نصح لهم أن يلازموا السكينة ويحافظوا على الأمن وهددهم بالعودة إليهم والانتقام منهم إن هم أساءوا معاملة أي كان من المسيحيين أو اليهود أو المسلمين. وغادرهم في التاسع والعشرين من كانون الأول سنة ١٨٤٠ متجهاً نحو المزيريب بخمسة وخمسين ألفاً من الجند وسبعة آلاف من ذويهم2.

وكان الجنرال السر تشارلس سميث قد أقيل من منصبه لعدم تفاهمه مع الكومودور السر تشارلس نابير وخلفه في قيادة جيوش الحلفاء الجنرال البارون أوغوستوس فون يوقموس الألماني العامل في صفوف العثمانيين وذلك في السادس عشر من كانون الأول من السنة ١٨٤٠ فنقل يوقموس مركز القيادة من بيروت إلى حاصبيا ليقترب من قاعدة الجيش المصري وتقدم اللبنانيون من الزبدانة إلى الهامة وكانت عساكرهم نحو ألفي فارس. وكان الجنرال يوقموس قد أرسل جواسيسه إلى دمشق نفسها يدعون جنود إبراهيم إلى الانضواء تحت لواء السلطان ويعدونهم بالمكافأة وحسن المعاملة ففر على إثر ذلك نحو مئة ضابط وثمان مئة جندي. واتصل خبر انسحاب المصريين باللبنانيين فدخلوا دمشق وأعلنوا حكم السلطان فيها وعين محمد عزت باشا أحمد آغا اليوسف متسلماً عليها. وتتبع اللبنانيون المصريين حتى الكسوة فأدركوا مؤخرة الجيش وأرهقوها وانضم إليهم نحو مئة جندي آخرين فذهبوا بهم إلى مقر الأمير بشير الثالث في طبرية. ونقل الجنرال يوقموس مقره العام من حاصبيا إلى صفد وأمر بتدمير جسر بنات يعقوب3.

ووصل الجيش المصري إلى المزيريب في الثاني والثالث من كانون الثاني سنة ١٨٤١ ولدى وصوله إليها قسمه السرعسكر إلى فرق ست فأرسل المشاة والخيالة بقيادة أحمد منكلي باشا


  1. بحري بك إلى حسين باشا: المحفوظات الملكية المصرية ج ٤ ص ٤٩٢ راجع أيضاً الجواب على اقتراح الأحباب لمخائيل مشاقه ص ٣۰۰-٣٠٤ و٣٠٦-۳۰۸
  2. إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات نفسها ج ٤ ص ٤٩٥
  3. أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٦١٣ المذكرات التاريخية المشار إليها آنفاً ص ٢٣٣ و٢٣٤
    الجواب على اقتراح الأحباب لمخائيل مشاقة ص ۳۰۸-۳۰۹