بر الشام الشمالية ودخل أدنة وأقام فيها مدة يرتب أموره ويستعد للزحف على الأناضول. ثم نهض بجيشه فأقصى الأتراك عن كولك بوغاز وجفت خان وأولر قشلاق وأركلي فانفتحت طريق قونية أمامه ومضى في زحفه حتى بلغها فاحتلها بدون نزاع وجعلها قاعدة أمامية لمتابعة أعمال الفتح.
وفي الثامن عشر من شهر كانون الأول سنة ١٨٣٢ وصلت طلائع الجيش الثاني الجديد إلى شمالي قونية. فناوشها إبراهيم باشا واستدرجها للقتال ولكن قائدها رؤوف باشا تجنب الدخول في معركة محددة. وفي العشرين من الشهر نفسه وصل الجيش بأكمله بقيادة الصدر الأعظم. وفي اليوم التالي وقعت الواقعة واشتد وطيسها وكان الضباب كثيفاً ورأى الصدر أن يلم ثلث ميسرته ويبث الحمية في نفوس رجالها فنزل إلى حيث مواقع الجند ولكنه ضل لتكاتف الضباب فوقع في أيدي المصريين أسيراً وكان قد مضى على نشوب القتال نحو الساعتين. وانتهت المعركة بهزيمة الترك وتقهقرهم وانفتحت طريق الآستانة فتقدم القائد الفاتح دون معارضة حتى كوتاهية. وأحب أن يتقدم منهـا إلى بروسة ليخلع السلطان ويملي إرادة العزيز على أخصامه وألحّ في ذلك ولكن والده آثر التريث لتحرج الموقف من الناحية الدولية1.
- ↑ اطلب النص الكامل لرسالتين من إبراهيم إلى والده في هذا الموضوع في كتابنا أسباب الحملة المصرية ص ٥٢-٦٢