صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٦
بشير بين السلطان والعزيز

ووصل في هذه الأثناء مصطفى نظيف أفندي وأحمد توفيق بك من وكلاء رؤساء الأقلام في الصدارة العظمى إلى الإسكندرية للتحقيق في الدعوى القائمة بين العزيز وبين عبدالله باشا کما أشرنا إلى ذلك سابقاً وأشار مصطفى نظيف أفندي إلى إمكانية إحالة إيالة صيدا إلى عهدة العزيز فكتب هذا إلى ابنه يحتم عليه الإسراع في الاستيلاء على عكة ويلفت نظره إلى أن الحرب خدعة وأنه من المستحسن أن يستدعي كتخدا عبدالله باشا إليه ويطلعه على مأمورية نظيف أفندي ثم يتركه مع الشهابي الكبير لعله يقنعه بزخرف الكلام1. فأقام إبراهيم باشا معالم الزينة في معسكر الجيش وأرسل رئيس سعاة البريد إلى عكة يبلغ إلحاق إيالة صيدا بمصر وإسنادها إلى العزيز ويدعو كتخدا عبدالله باشا إليه. فوصل رئيس السعاة إلى السور وبلغ رسالته وبعد أن حجز نحو ثلاث ساعات تحت السور خرج الكتخدا مع بعض أتباعه. وبعد وصوله إلى المعسكر ارتاح برهة في خيمة الأمير بشير الشهابي ثم دخل والأمير إلى خيمة القائد العام وقال أخوكم الباشا يهدي إليكم سلامه ويدعو لكم بالخير. فأجابه إبراهيم باشا سلمه الله ثم قال لقد ألحقت إيالة صيدا بمصر ووجهت إلى مولانا وهو يسامح في ما مضى والباشا من أبناء مولانا فإذاً فليخرج من عكة وليتفضل إلى مصر أو ليکن معي في الخدمة هنا فنعمل معاً. ثم أضاف إبراهيم باشا قائلاً نحن نريد منك أن تسعى لإتمام هذا الأمر لأننا جميعاً مسلمون إخوان في الدين وأنت ذهبت إلى مصر وكنت أحد أتباع مولانا الذين أحبهم وأنا أيضاً احببتك لذلك. فلما سمع الكتخدا هذا الكلام قال: إني سأنقل هذا كله وربما زدت عليه ولكن ليس في يدي من الأمر شيء والأمير بشير يعرف ذلك. فقال الشهابي: حسن ولكن لم يبق ما يُقال وعلائم النهاية ظهرت في الميدان. فأجاب الكتخدا مصالح الباشا أصبحت في يد السرعسكر خورشيد المملوك الذي عينه الباشا حديثاً، ثم استأذن في الذهاب فأرسل معه رئيس السعاة، وبعد أن أعاقوا رئيس السعاة ساعتين خرج إليه ما يسمونه السرعسكر وهو صبي دون السابعة عشرة واسمه خورشيد مع أميرالاي النظام وأربعين من عساكر النظام وقالوا لرئيس السعاة إن جواب الباشا هو هكذا: سلم على أخي الباشا وقل له نحن لا نصدق الكلام فإذا كانت الدولة قد ألحقت إيالة صيدا بمصر فليرسلوا لنا الأوامر لنراها ونحن نرسل الجواب بمقتضاها. نحن لم نحارب بعضنا بعد والأمر لا ينتهي بحصار عكة أربعين أو خمسين يوماً وبسقوط كم حجر منها فلنعمل على بعضنا بالسيف والخنجر وعندئذ نتفاهم. ويقول إبراهيم باشا في تقريره هذا أن باش جاويش عبدالله باشا الذي خرج


  1. ۲۷ رجب ۱۲۷۷ (۱۸۳۲): المحفوظات أيضاً ج۱ ص ١٦١