صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٤
بشير بين السلطان والعزيز

يكن بعلمنا أصلاً. ثم تعهدوا له بمال وافر فأنعم عليهم بخلع وصرفهم في بلادهم كما كانوا وسلمهم كتب أمان لغيرهم. فوضعوا أولادهم رهناً عند الوزير وخرجوا من عكة داعين للسلم والمصالحة.

وكانت قد تهدمت أعالي القلعة من ضرب المدافع وانقطع الزاد عنها فخرج أصحابها بمالهم وأمتعتهم. وكان الأمير خليل يحافظ عليهم في الطريق إلى أن يصلوا إلى أوطانهم. وكانت مدة الحصار ثلاثة أشهر. فأمر الوزير بهدم القلعة وآبارها وألبس مدافعه جوخاً أحمر للتدليل بأنها هي التي فتحتها. وكتب إلى الأمير والكتخدا أن يقوما بالعسكر الى عكة فضلاً. وعاد الأمير إلى لبنان فالتقاه الأمراء والوجوه إلى صيدا، ثم حضر إلى بتدين مؤيداً.1


  1. ليس لدينا من المراجع في تفاصيل الحصار سوى رواية واحدة هي رواية الأمير حيدر أحمد ج ٣ ص ۸۰۰-۸۱۲. وقد سبكها الشيخ طنوس الشدياق بعبارة صحيحة فاقتبسنا معظمها: أخبار الأعيان ص ٥٦٢-٥٦٦.
    أما قول الأستاذ إحسان النمر في كتابه «تاريخ جبل نابلس، ص ٢٤٢ أنه لم يكن في سانور أحد سوى الشيخ عبدالله الجرار وبعض ذويه، وأنه لم يكن عند أهل نابلس علم بالأمر، فهو مغالطة تردها تفاصيل الأمير حيدر الوافية الكافية.