الضرائب. ولا يزال الكثير من أوامره إلى رجال الإقطاع في كسروان وبلاد جبيل محفوظاً في المتحف الوطني اللبناني في بيروت. وفعل الأمير بشير مثل هذا في بلاد جبيل فعين ابنه قاسم أميراً عليها وجعل ابنه خليلاً أميراً على البقاع. فهبّ شاعر القصر يهنئهما بقصيـدة متوسطة سنة ١٨١٠. ومما قاله فيها عن الأمير الأب وولديه ما يلي:
أما الأمير أمين فإنه بقي إلى جانب والده يعاونه في الحكم ويحل محله عند الاقتضاء ويقوم ببعض المهمات الخارجية.
وكان السفر شاقاً والطرق غير أمينة. وكانت الخفارة تفرض في بعض المواقف في خان الحصين والمديرج في الطرق الجبلية وفي خان الناعمة وجونية وجبيل في الطرق الساحلية. فأبطلها الأمير الكبير سنة ١٨١٢ وأذن أن تسير القوافل والتمار على جميع الطرق بالأمان والسلامة دون أن يغرموا بشيء. فكان ذلك رحمة عظيمة للناس2. وكثيراً ما كان الذهاب إلى دمشق من الأمور الشديدة الخطر حتى شاعت بين اللبنانيين أغنية كانت تردد في الأعراس مطلعها:
ولم يكن السفر في البحر شائعاً بين اللبنانيين أنئذٍ فكانوا يخشون هوله ويقولون عمن سافر إلى مصر أنه سيكابد أثقال السير في برين وأهوال السفر في بحرين.
فاهتم الأمير لهذا الأمر وعزم على تأمين البلاد فضرب بيد من حديد كل من أخـل بالأمن. وكان عظيم الهيبة وقوراً شديد البأس لا يستطيع الناظر إليه أن يتفرس فيه طويلاً. فاستتب الأمن في البلاد وروى الناس ولا يزالون أحاديث غريبة بهذا المعنى منها أن امراة كانت سائرة في وادي القرن والليل حالك فالتقى بها أحدهم وسألها عن مسيرها في ذلك