الخوري والخوري يوحنا الحبيب وأرسلهما إلى بيروت لدرس الشرع على الشيخ أحمد الأغر والشيخ يونس البزري سنة ١٨٣٧. وفي السنة التالية دفع بهما إلى طرابلس للغاية نفسها. ولدى عودتها منها في أواخر السنة ١٨٣٩ أبقى الشيخ بشارة قاضياً لديه في بتدين وأقام الخوري يوحنا الحبيب قاضياً في جونية.
أحزابه السياسية: ولم يقم اللبنانيون للطائفية وزناً في تحزباتهم السياسية. قال الشيخ طنوس الشدياق صاحب کتاب أخبار الأعيان: «وسنة ١٧٨٨ توفي الشيخ عبد السلام العماد وكان عاقلاً فصيحاً جداً حتى ضرب المثل بفصاحته وصارت مناظرة بينه وبين الشيخ علي جنبلاط أدت إلى المشاحنة فانقسمت طائفة الدروز إلى قسمين جنبلاطي ويزبكي. غير أن المشايخ النكديين لم يدخلوا في هذا الانقسام. وعم هذا الانقسام الأمراء الشهابيين واللمعيين والنصارى اللبنانيين. وصار اسم يزبكي علماً جنسياً لبني عمـاد وبني تلحوق وبني عبد الملك ومن والاهم. وكان زعيم اليزبكية بنو عماد وزعيم الجنبلاطية بنو جنبلاط»1. نقول لقد عم هذا الانقسام الحربي جميع اللبنانيين في عهد بشير الثاني على باختلاف طوائفهم وشمل السنة في هضاب صيدا والشيعة في كسروان وبلاد جبيل. ولم يخرج عنه سوى بني نكد الذين آثروا أن يلعبوا دور «بيضة القبان» بلغة ذلك العصر، ولم يزل ذلك في عهدنا بين الدروز. وما زال بين النصارى حتى أوائل القرن العشرين. وحدث مثل من قبل بين الشقراويين وبين الصمديين في قرية عماطور وما جاورها من الشوف. كما جرى بعده في عهد القائمقاميتين في المتن بين الأمير بشير عساف وبين الأمير بشير أحمد الأمين وعمّ النصارى والدروز أيضاً ولكنه مات بموتها2. ولطالما دعت الحال في ذلك العهـد وبعده إلى انقلاب بعضهم من حزب إلى آخر لأغراض في النفس تشفياً من خصوم معينين أو إلى انشقاق أسرة بين الحزبين كما فعل الأرسلانيون والتلاحقة وغيرهما من الأسر القوية. ولم يهدف المتحزبون إلى برنامج معين يطالبون به ويحاولون تحقيقه. ولكنهم قصدوا التضامن في السراء والضراء وتوخوا من جراء انضمامهم مساعدات مادية ومعنوية ضمن الحكومة وخارجها وفي جميع أوقات الضيق. وجرى مثل هذا بين أسر معينة وبقطع النظر عن الطائفة التي انتموا إليها. فأسرة البستاني المارونية في دير القمر تآخت مع أسرة حمادة الدرزية في بعقلين وأسرة عبد الصمد الدرزية في عماطور وكذلك بنو نعمه النصارى وبنو أبي شقرا الدروز.