١ - أركانه: وكان العزيز يعترف بتأخر «الملة المحمدية» بتعبير ذلك العصر وبضعف الدولة العثمانية وعجزهـا ويوجوب الصمود لطمع أوروبة وجشعها والتذرع بجميع الوسائل للوصول إلى هذا الهدف النبيل. وكان يرى من واجبه أن يؤمن العباد ويعدل بينهم ويوحد قلوبهم ويزيد في انتاجهم كي يتسنى له الذود عن الملة والوطن. ولم ير في الوقت نفسه ما يمنعه عن الأخذ بجميع ما توصلت إليه أوروبة من أسباب الرقي للقيام بمهمته. فاستقدم من أوروبة رهطاً كبيراً من رجال الاختصاص في الحرب والسلم ووكل إليهم أمر الإصلاح المنشود. وأرسل الوفد تلو الوفـد من أبناء البلد إلى أوروبة لتحصيل العلوم والفنون كي يتمكن في النهاية من الاستغناء عن الأوروبيين الغرباء1.
حمل إبراهيم رسالة والده هذه فبدأ بتأمين الأمن وجد بادئ ذي بدء في إقصاء أعداء العهد الجديد وأحل محلهم من وجد فيه الكفاءة والإخلاص وأوصى بوجوب «تأمين العبـاد وزجر المعتدين وتحاشي أسباب الجور والاعتساف»2 ووضع تحت تصرف هؤلاء عدداً كافياً من الجند لتنفيذ الأحكام وإحقاق الحق. ثم أمر عدداً من كبار معاونيه بالتجول في البلاد وتفقد أحوال السكان، وكان والده يلح عليه بهذا فكتب إليه يقول «إن التجول في الولايات الجديدة وتفقد شؤون الرعايا أفضل من إصلاح الطرق ومجاري الأنهار في أدنة وطرسوس»3. ومنع إبراهيم جباية «الخوَّة» في معابر البلاد ومسالكها. وكانت السلطات
٧- بشير بين السلطان والعزيز