ذراعان ونصف الذراع »1. وأشهر سيوف اللبنانيين آنئذٍ سيف الصاعقة للأمير بشير نفسه. وكان مرصعاً بالجواهر وغمده من الذهب الأبريز مرصع بالجواهر أيضاً وقد اهدته قرينته بعد وفاته للمغفور له إسماعيل باشا الخديوي. وسيوف رجاله قصيرة عريضة قليلة الانحناء تساندها الخناجر والسكاكين والشاكريات والفؤوس والبلطات والكلنكات2.
وكان لبنان لا يزال منظماً تنظيماً إقطاعياً. للأمير الحاكم أن يولي من من الإقطاع ويعزل من شاء ولكنه لا يخرج في ذلك عن أفراد الأسرة المولجة بالإقطاع. ورجال الإقطاع هؤلاء أمراء ومقدمون وشيوخ. أما الأمراء فهم الشهابيون والأرسلانيون واللمعيون الدروز3 والحرافشة وهم من الشيعة. والمقدمون هم من آل مزهر وهم دروز أيضاً. والشيوخ دروز ونصارى وشيعيون منهم بنو جنبلاط وبنو تلحوق وبنو الخازن وبنو حبيش وبنو عازار وبنو حمادة، وكان لرجال الإقطاع امتيازات تجب مراعاتها فلا يقتل أحدهم ولا يجبس ولا يضرب، وإذا أذنب يكون قصاصه غالباً بمصادرة أملاكه أو بنفيه من البلاد وإذا دخل المذنب منهم على الحاكم يقابله على عادته في التحية والسلام ولا يهينه وإذا كتب إليه كتاب الغضب لم يغير شيئاً من ألقابه وكراماته ولكنه يترك عبارات الولاء ويثبت ختمه في أعلى الصحيفة وعلى وجهها. أما كتاب الرضى فيكون ختمه على ظهر الصحيفة4. وكان الإقطاعيون يتصرفون في مقاطعاتهم بتنفيذ أوامرهم ويحبون الأموال المفروضة على الأعناق والأرزاق فيرسلون منها إلى الحاكم ما فرضه عليهم أو ما تعاهدوا عليه والباقي يكون لهم لنفقاتهم الإدارية والحربية. وإذا رفع أحد الرعايا دعوى فإلى الإقطاعي وإذا لم ينصف ترفع الدعوى إلى الحاكم الأعلى فيفاوض الإقطاعيَّ لفصلها بما يريد. فإذا لم تقض يسوغ أن ترفع إليه الشكوى أكثر من مرة فيرسل مباشراً من قبله يفصلها بالتي هي أحسن ولا يكون للإقطاعي عتب عليه. وإذا حدث خصام بين الإقطاعيين وبين الأهلين يفاوضهم الحاكم كتابة ثم يرسل من خاصته من يصلح ذات الحال تكون نفقاته ونفقات جواده على المدعى عليه ولا ينصرف إلا بأمر مولاه. والإقطاعيون يسمح لهم أن يحكموا بالسجن والضرب ولكن العقاب على الكبائر لا يؤذن به إلا للحاكم الأعلى. وجميع أنسباء الحاكم