(ه)
أتباعه1 . ولما مات يوسف أمر ابن طولون أعوانه فهجموا على داره، وحملوا صندوقين من أوراقه، مقدرين أن يجدوا فيها شيئا يدل على صلة له بمن ببغداد2.
ونشأ ابن مؤلف هذا الكتاب على نمط أبيه: فهو مثقف ثقافة واسعة، وهو كاتب كما يدل عليه كتابه هذا، وهو شاعر ينقل دیوان شعره إلى العراق3، وهو عالم بالحساب والهندسة والفلك، كما تدل علیه ترجمة ” ياقوت" له، وهو آخذ بحظ من الفلسفة كما يظهر ذلك في ثنايا كتبه.
ولم يكن أحمد بن يوسف من هؤلاء الأدباء والعلماء الذين ينقطعون لأدبهم وعلمهم، و يعتمدون في ذلك على ما يمنحهم الولاة والأمراء من منح، أو يتزهدون فيكتفون بمالهم من عقار يغل عليهم بعض المال. إنما كان كأبيه، ينغمس في الدنيا وفي الحياة
الواقعة، ويصرف جزءا من وقته في تدبير المال والقيام عليه وإنمائه،