(ط)
أما القسم الثالث واسمه " حسن العقبي ويشتمل على تسع عشرة قصة . وهي كالمكملة للقسمين الأولين . فانها تدور حول من وقع في شدة ثم خلص منها ، وكان عرضة لضياع ماله أو فقدان تفسه فرد إليه ماله ، ووهبت له نفسه ، كما كان أو خيرا مما كان هذه إحدى وسبعون قصة في هذا الكتاب موزعة على ثلاثة أبواب ، كلها تدعو إلى الخير وتنفر من الشر . ولهذا الكتاب قيمة كبيرة أدبية وأخلاقية وتاريخية . فأما الأدبية في أسلوب المؤلف في عرض القصة . فهو أسلوب حول رصين، يحكم التعبير عن المعنى في أوجز عبارة وأمتنها وأقواها ، تجد في كل قصة جملا تستوقف النظر ، سواء من ناحية وجزالة لفظها أو قوة معناها . حتى لو شاء معبر أن يؤدي غرضها لاستوجب منه ذلك أضعاف ألفاظها، أنظر مثلا إلى قوله في القصة الثالثة : ” أيحسن بشيخ مثل أن يتربع في المعروف ?“ وقوله : ” إن عارا ونقيصة على الكريم أن يموت وعليه دين من ديون المعروف “. وقوله في القصة الثانية والعشرين : ” استصفي ماله بالسوط وعظيم الإخافة » وفي القصة السادسة والعشرين : لا تستت منه قوما تشهد له القلوب