صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ففي ترجمة عثمان الجذامي من «تهذيب التهذيب» للحافظ بن حجر ما نصه وقال ابن وهب:

أوّل من قَدِمَ مصر بمسائل مالك: «عثمان بن الحكم، وعبد الرحيم بن خالد بن يزيد» انتهى. فالظاهر أنهما بعد أن أتما الأخذ عن الإمام، عادا معاً إلى مصر ونشرا بها عامه.

وفي «خطط المقريزي» أن هذا المذهب مازال معمولاً به بمصر مع الشافعي، وتولى القضاء من يذهب إليهما أو إلى مذهب أبي حنيفة إلى أن قدم القائد جوهر، فمن حينئذ فشا بديار مصر مذهب الشيعة، وعمل به في القضاء والفتيا، وأنكر ما خالفه.

قلنا. ثم عاد الانتعاش إلى المذهب المالكي في الدولة الأيوبية، وبنيت لفقهائه المدارس، ثم عمل به في القضاء استقلالاً لمَّـا أحدث الظاهر بيبرس في الدولة التركية البحرية القضاة الأربعة، وصار قاضيه الثاني في المرتبة بعد الشافعي وكان القضاء في الدولة الأيوبية للشافعية، ولقاضيهم نواب من المذاهب الثلاثة، ولم يزل منتشراً بمصر إلى الآن معادلاً للشافعي، وأكثر انتشاره في الصعيد.

٦٦