تم التّحقّق من هذه الصفحة.
«حَسْبُك ما للناس، أو حَسْبُك يا مغْربيّ، إن أحببت الرأي فعليك بالعراق».
الحنفية في مصر:
وكان أهل مصر لا يعرفون هذا المذهب حتى ولي قضاءها إسماعيل بن الْيَسَع الكوفيّ من قبل المهدي سنة ١٤٦هـ وهو أول قاض حنفي بمصر، وأول من أدخل إليها مذهب أبي حنيفة، وكان من خير القضاة؛ إلا أنه كان يذهب إلى إبْطَال الأحْبَاس، فثقل أمره على أهل مصر وقالوا:
أحدث لنا أحكاماً لا نعرفها ببلدنا: فعزله المهديُّ1.
ثم فشا فيها بعد ذلك مدة تمكن العباسيين، إلّا أن القضاء بها لم يكن مقصوراً على الحنفية، بل كان يتولاء الحنفيّون تارةً، والمالكيون أو الشافعيُّون أخرى.
إلى أن استولى عليها الفاطميُّون وأظهروا مذهب الشيعة الإسماعيلية، وولّوُا القضاة منهم، فقوي هذا المذهب بالدولة وعمِلَ
- ↑ من «طبقات الحنفية»، المتقدم ذكرها و«رفع الإصر»، للحافظ ابن حجر و«قضاة مصر لعلي بن عبد القادر الطوخي
٥٧