صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۱۲۷

وتعالت الصيحات من كل جانب ، وهرب من الزائرين من هرب ، وأخذ منهم بعض الأسرى !

وجي بالأسارى أمام الملك ، وهم في فزع وذهول ، وقيل للملك : هؤلاء بعض المغيرين أما الآخرون ففروا فراراً ! وأخذ الملك في استجوابهم عن بقية الجيش المغير ، وكيف خدعوا المدينة وأهلها فهر بوا ثم عادوا ؟ . . . وفى خوف يعقد الألسنة وذهول يحير العقول ، حاول المساكين أن يفصحوا عن المعجزة التي وقعت بين أيديهم منذ لحظة . فوقع بيانهم من الملك وحاشيته موقعاً عجيباً . وحسبوهم يهزأون بهم ، كما ظنوا بعقولهم الظنون .

وكان الخبر العجيب قـد ترامي إلى سلطات المملكة من الحراس الذين هربوا ومن الزائرين الذين نجوا ، فأقبل الحكام والوزراء والأهالي والعساكر لرؤية المعجزة الكبرى . أما الذين هم داخل المدينة فلم يجل في خاطرهم إلا أن جيوش الأعداء قد مجمت مرة أخرى ، ورأوا لكثرة الهاجمين أن لا مفر من التسليم! وكان انتشار الخبر قد هز البلاد هزأ ، فوفد الناس من ، كل جهة ، وراحوا يتطلعون في دهش إلى هؤلاء الآدميين الغرباء ...