صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٢٤ وخيل إليه أنه قد حفظ في مخيلته أدق دقائق التمثال ، فآوى إلى مرسمه يحاول أن ينحت تمثالا مثله ، وهو يمنى نفسه بالمجد والشهرة والخلود . وعكف أياما على تمثاله الصخرى حتى أتمه ، صورة طبق الأصل من نموذجه . ثم وقف أمامه يراه . . . ولكن لم تمض إلا دقائق حتى أهوى بأزميله على التمثال فحطمه تحطها وتركه جذاذاً . لقد خيل إليه أن التمثال النموذجي حى ، أما تمثاله فميت . فانطلق يعدو إلى التمثال الحى الحبيب . وفى نفسه لهفة ومل روحه اشتياق . ودخل المخدع ، والحراس والأدلاء يتصايحون : لقد عاد المجنون . ولكنه اندفع لايعبأ بل لا يسمع . اندفع حتى وقف أمام التمثال ، ثم دنا فركع بجواره ، ثم قرب فعانق التمثال ، مغمض العينين ، تائه الحس ، موله النفس ، وجالت في نفسه أمنية عظمى ، جمع فيها نفسه وحسه ، حتى رآها حقيقة واقعة لفرط اندماجه فيها : آه . لو تدب فيها الحياة ! . هنا يامولاي . تمت المعجزة الكبرى . لقد انتفض التمثال ..