صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۲۲ هذا المتحف الإلهي العظيم ، فأحس بالضآلة والصغر في نفسه، وفى فنه ، وفي نفوس المثالين أجمعين . إن جميع ما أخرجه مثالو الدنيا وما يخرجون ، لن يكون شيئاً أمام المدينة المسعورة ، وأمام الفنى الوافر في التنويع والتصوير . ثم دخل القصر ، وسار في أبهائه وردهاته ، وتأمل في أهله وشخصياته . . . وقاده الدليل إلى أعظم حجرة فيه : حجرة الأميرة المسحورة . . وما كاد الشاب يلمح الأميرة في وضعها الفني الجميل ، حتى وقف أمامها مبهوتا . . . إن أعظم مثال على هذه الأرض لن يستطيع إخراج هذا التمثال : في وضعه . في ملامحه . في قسماته . هذه الاثناءة في ذلك الجسد الفاتن . هـذا الصدر في بروزه الناهد . هذا الجيد المشرئب المتطلع . هذا الوجه الذي تفيض قسماته بشراً وسحراً ، هذا التغر الذي بابتسامة ساحرة . هاتان العينان الحالمتان المغرقتان في الحلم الوضىء . وقف الفتى لحظة مبهوتاً ، ثم خطا نحو التمثال، وكأنما يخطو في (13