صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۱۸ الماء . الماء ، الماء فقفز إلى ظهر فرسه وأركضها ركضاً شديداً وما كاد يتوارى حتى برزت الفتاه والساحرة تحشرج . وخافت الفتاة أن تفصح للشاب عن السر ، فإذا بها تمد يدها إلى وسطها فتستل منه خنجراً ، تغمده في عنق الساحره . وفياهي لفظ أنفاسها الأخيرة، نطقت في نبرات متقطعة لاهثة : عقد السحر على حقد كظيم . و يفك السحر على حب عظيم . وحينما عاد الفتى يحمل إناء الماء ، كان كل شيء قد انتهى فوقف أمام الجثة مذهولا وقف أمامها لحظات ، ثم اندفع نحو المدينة كرة أخرى الصرخ صرخات مجنونة تشبه العواء ، فلا يجيب صرخاته إلا الصدى ، يرن في جنبات المدينة المسحورة . وظل الفتى يامولاى - أياما يجول في المدينة ويصعد القصر ، و يدخل المخدع ، عسى أن تقع المعجزة فيبطل السحر . ولكن هيهات . - . . وساءت حالته فامتنع عن الطعام والشراب ، وهام في الغابة كالوحش الذاهل ، يجول في منعرجاتها ومنفسحاتها ، ويصعد