صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وصعق صعقة شديدة وهو يلمس الجسد البارد ، و يحس التمثال الهامد . وندت من فيه صيحة جنونية وانطلق من الغرفة عدواً يقفز السلم قفزاً ، و يجرى إلى حيث قد ترك فرسه . فيقفز على ظهرها ، وينطلق إلى خارج المدينة ، ورمحه مشرع في يده ، وقد انتفخت أوداجه، وامتلأت عيناه بالدم، وجز على أسنانه في غيظ، وفارقته كل خالجة إنسانية ، فانقلب وحشاً هائجا مجنوناً . وحينها برز من البوابة لمحته ابنة عمه التي كانت واقفة بجوار الساحرة تنتظر أو بته، وقد أحست أنها استردنه .. لمحته فرأت الشر في عينيه فأسرعت تتوارى . و إن هي إلا لحظة حتى كان قد -

حاذي الساحرة ، وفي الدفاع عنيف أغمد الرمح في صدرها ، فخرج يلمع . من ظهرها ، وهو يضرس على أنيا به قائلا : فعلتها أيتها الشيطانة ! ونطقت العجوز في صوت متقطع :

لو أمهلتنى لأطلعتك على السر . . . ! وكاد يجن فنزل من فوق الفرس وأخذ يهزها في عنف وهو يصرخ :

.

۱۱۷

قولى . قولى أيتها الشيطانة . قولى . والساحرة تردد :