صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۱۶ واندفع يهز الحراس و يصرخ في وجوههم صرخات جنونية . . . ولكن ماذا ؟ ليكن الجميع قد سحروا وجمدوا. أما هي . هي التي تنبض بالحياة والإشراق ، فلن يمسها السحر أبداً . . . واندفع يركض، ويقفز السلاصعداً في وثبات سريعة . و يتلفت هنا وهناك في الغرف والأبهاء : فهذا هو الملك في طريقه إلى المائدة ولكنه جامد على خطوته ، وهذه هي الملكة خارجة من الحمام ، ثم انتهت خطواتها في الطريق ، وهؤلاء هن الوصائف والخدم في حركات الصباح ، والجميع على هيئتهم الأولى وزاد جنونه وهو يبحث عن مخدع الأميرة ، وكلما لقيه تمثال جامد زاده اضطرابا وفزعا ولهفة ... ثم ها هو ذا يجد حجرة الأميرة والوصيفة ببابها : رجل في في الداخل وأخرى في الخارج ، فيمر الفتى من جانبها، ثم ينظر إلى فتاته ... يا الله، إنها حية ! ها هي ذي تهم بالجلوس في فراشها ، وقد اشرأب عنقها الجميل، وافتر ثغرها الفاتن عن ابتسامة وضيئة، وهاتان العينان ، إن فيهما لاستبشاراً وحلماً ! وانتفضت كل ذرة فيه ، وهو يندفع إليها في جنون ولهفة فيعانقها و يصيح : ها أنت ذي وحدك التي نجوت في المدينة !