صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

واقفون وقفة عسكرية في استعداد للتحية ، ولكنهم جامدون . ورن في أذنه صوت الفتاة ، فاستعاد ما التقطته أذنه ألفاظها ، و بدأ يفيق قليلا ، ولكنه يمضى في المدينة و يمضى ، ا من مئات فماذا يرى ؟ رجال جامدون على هيئتهم : هذا يفتح باب داره من الداخل و يخطو برجله اليمنى ثم يقف جامداً والباب موارب . وهذا بائع وضع المفتاح في قفل دكانه وأخذ يديره ثم جمد على هيئته ، وهذا فتح باب الدكان وهم بالدخول . وهذا فلاح يسوق ماشيته وهو والماشية قد جمدوا في وسط الطريق . وهذه امرأة تطل من النافذة وقد بقيت على هيئتها . . . وهكذا وهكذا الصور والأوضاع والحركات وحسب نفسه في حلم مزعج ، فنزل عن صهوة الفرس ، وراح يلمس هذه التماثيل الآدمية في توجس وخيفة ، ثم يهزها، ثم يصرخ في وجهها ، ولا من يسمع أو يجيب . ولكنه سار في طريقه إلى القصر ، وهل يمكن أن يكون قد مس القصر ما مس المدينة ؟ ووجد أبواب القصر تفتح والحراس متهيئين للاستقبال ولكن وا أسفاه ! إنهم تماثيل . وارتجف قلبه رجفة شديدة . . . ، ...