صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/378

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الثاني ۱: علينا من النيك ، ولا لبلدك ، ولا لذات نفسك ؛ فدع عنك ما يبعدهم منك إلى ما يقربهم إليك ، والتمس العافية من دونك ، تعطها من فوقك ، وليكن إيقاعك بعد و عيدك، ووعيك بعد وعدك. قال الحجاج : ما أرى أن أرد بي الكريمة إلى طاعتي إلا بالسيف . قال : أيها الأمير ، إن السيف إذا لاقى السيف ذهب الخيار . قال الحجاج : الخيار يومئذ لله . قال : أجل ، ولكنك لا تدري لمن يجعله الله . فغضب وقال : يا هنا ، إنك من تحارب . فقال جامع : وللحرب مينا وكنا متحاربة. إذا ما القتا أمي من الطعن أحمرا فقال الحجاج : والله لقد هممت بأن أخلع لسانك فأضرب به وجهك. قال جامع : إن صدقناك أغضتناك ، وإن غالك أغضبنا الله في الأمر أمون غضب الله . قال : أجل ، وسكن . وشغل الحجاج ببعض الأمر ، فانسدل جامع ، ف بين الصفوف من أهل الشام حتى جاوزها إلى صفوف العراق ، فأبصر كبكبة فيها جماعة من بكر العراق ، وقيس العراق. وتميم العراق ، وأزد العراقي : فلما رأوه أشر أثرا إله وقالوا له : ما عندك دفع الله عتاك ؟ قال : و يحكم ! موه بالخلع كما يعمكم بالعداوة ، ودعوا التعادي ما عاداكم : فإذا ظفرتم تراجع و تعاديتم . أيها الميمى ، هو أعدي لك من الأزدي ، و أيها القيسي هو أعدي لك من التغلى . وهل ظفر من ناوأه منكم إلا من يقي دعاء منكم وهرب جامع من فوره ذلك إلى الشام ، وأستجار بزفر بن الحارث فأجاره . الرشيد و مسلم العتبي قال كان هارون الرشيد يقتل أولاد فاطمة وشيعتهم . وكان مسلم بن الوليد وابن أبي شيخ الوليد، صريع الغواني، قد و عنده بالتشيع ، فأمر بطلبه ، فهرب منه ، ثم أمر بطلب أنس بن شيخ كاتب البرامكة فهرب منه ، ثم وجد هر ومسلم بن الوليد عند قينة بغداد فلا أتى بهما قيل له : يا أمير المؤمنين ، قد أتى بالرجلين . قال : أي الرجلين ؟ قيل : أنس بن أبي شيخ ، ومسلم بن الوليد . فقال : الحمد لله الذي أظفرني هما 1 یا غلام، أحضرهما . فلما دخلا عليه نظر إلى مسل وقد تغير لونه : فرق له و قال : ۱۵ ن T.