الشر حين أخرج الإمبراطور بقايا شهيد أنطاكية القديس بابيلاس من قبره في دفنة. فغضب المسيحيون لكرامتهم وأحرقوا في الثاني والعشرين من تشرين الأول هيكل أبولون. فأقفل الإمبراطور كنيسة أنطاكية الكتدرائية وأمر بنهبها وتدنيسها. فكسَّر المسيحيون تماثيلَ الآلهة وأبى الجند المسيحيون أن يَسيروا تحت لواء الإمبراطور الجاحد لمحاربة الفرس1.
علم يوليانوس أن يسوع تنبأ بأن لا يبقى من الهيكل في أوروشليم حجر على حجر. فلكي يكذِّب الكتب اهتم لإعادة بناء الهيكل فأرسل إلى أوروشليم أحدَ أمنائه إليبيوس ليشرف على العمل. وتقاطر اليهود واجتمع عدد كبير منهم في مكان الهيكل. فجرفوا المكان وحفروا في الأرض كبارًا وصغارًا رجالًا ونساءً. ولَمَّا انتهَوا مِن هدم الأساسات القديمة وأوشكوا أنْ يضعوا الأساسات الجديدة حدثتْ زلزلةٌ هَدمت الأبنية المجاورة وقتلت بعض الفَعَلة وملأت الحفر ترابًا.
الحرب الفارسية: ولم يسعَ شابور ذو الأكتاف للحرب هذه المرة بل فاوض في سبيل السلم والوئام وبعث الرسل إلى أنطاكية. ولكن يوليانوس أبى أن يُصغي إليهم واكتفى بالقول: «قريبًا ترونني.» واسترضى اليهود في مملكته؛ طمعًا في أن يعاونه إخوانهم في فارس، وحالف ملك أرمينية على الرغم من نصرانيته. ونهض في ربيع السنة ٣٦٣ إلى الفُرات على رأس جيشٍ مؤلَّف من خمسة وستين ألفًا. وكان يود أن ينصب على عرش فارس هورمزد أخا شابور وكان هذا لا يزال داخل الحدود الرومانية منذ السنة ٣٢٤. وقطع يوليانوس الفرات على جسر من القوارب. ولدى وصوله إلى الخابور أفرز ستة عشر ألفًا بقيادة بروكوبيوس أحد أنسبائه
ليتجه بهم شرقًا عن طريق نصيبين ويتصل بالأرمن الزاحفين شطر الجنوب.
- ↑ Ammianus, XXII, 13, 1; Soz. V, 19; Piganiol, A., Emp. Chret., 130–132.