صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/73

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

القوانين في السنة ٢٩٥1. وجاء بعده هيرموغنيانوس يعمل العمل نفسه فيكمل مجموعة سلفه في السنة ٣٢٤2.

وكان هنالك طبقة من العلماء آثروا الإحاطةَ على التدقيق والتحقيق فصنفوا في المواضيع الجامعة العامة، ولعل أبرزهم في عهد قسطنطين كان يوسيبيوس أسقف قيصرية فلسطين الذي توفي في السنة ٣٤٠ بعد الميلاد. وقد ألف في الدفاع عن النصرانية ضد تهجّمات اليهود والوثنيين. وكتب في تاريخ الكلدانيين والآشوريين والعبرانيين والمصريين واليونان والرومان. واشتهر بمؤلفه تاريخ الكنيسة3 (منذ ظهور السيد حتى استظهار قسطنطين على ليكينيوس) الذي أصبح فيما بعد مِن أهمّ المراجع لتاريخ النصرانية في القرون الثلاثة الأُولى. وقد يكون تاريخ قسطنطين الكبير4 له، وقد لا يكون.

تنصره ووفاته: وفي السنة ٣٣٧ بعد الميلاد أعد قسطنطين العدة لمحاربة الفرس. ولكن هؤلاء فاوضوه في الصلح قبيل عيد الفصح فأوقف استعداده للحرب. واحتفل قسطنطين بعيد الفصح في الثالث من نيسان. ونالته الحمى، فذهب إلى مياه معدنية قريبة يستحم فيها. ثم انتقل إلى هيلانوبوليس فأنقيرة بالقرب من نيقوميذية. وكان يلازمه في أثناء هذا كله معلم ذمة أخته قسطندية. وكان هو يود أن يعتمد في مياه الأردن كما فعل السيد نفسه. ولكن الوقت عاجله فتقبل سر المعمودية عن يد يوسيبيوس أسقف نيقوميذية. وخلع الأرجوان وألقاه جانبا وتردى

  1. Codex Gregorianus.
  2. Codex Hermogenianus.
  3. Historia Ecclesiastica.
  4. Vita Constantini.
72