صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أن أفلوطين (٢٠٥–٢٧٠ب.م) إنما ادعى لنفسه بما كان لغيره1. وأشهر من علم بهذه الفلسفة بعد نومانيوس وأفلوطين مالك البثني (٢٣٣–٣٠١) الذي درَّس العلم والفلسفة في صور ثم انتقل منها إلى أثينة فأخذ عن فيلسوفها لونجينوس السوري وترجم اسمه مالك إلى اليونانية فعرف بالفيلسوف بورفيريوس؛ أي المتوشح بالأرجوان الملكي2 واشتهر بعد بورفيريوس في حقل الأفلاطونية الجديدة يمبليخوس3 العيطوري. ولد في خلقيس «مجدل عنجر» في سهل البقاع في لبنان وعلم فيها وتُوُفي في السنة ٣٣٠ بعد الميلاد. واشتهر يمبليخوس بعدائه للنصرانية ودفاعه عن الوثنية وتطرُّفه في ذلك.

وآثر أبناء العائلات الرومانية الكبيرة درس القانون على غيره من العلوم. وأقبلوا عليه؛ إما للحصول على وظيفة حكومية، أو للمُحاماة أمام المحاكم، أو لمجرد الاطلاع والتثقف. وأدى اهتمامهم بالقانون إلى الاعتناء بعلوم اللغة ولا سيما الخطابة والفصاحة وإلى الاطلاع على مبادئ الفلسفة. وعندما حَلَّ القرن الثالث بعد الميلاد كان عصر البحث والتنقيب والاجتهاد في القانون قد أشرف على النهاية، وحَلَّ محله عصر الجمع والتنسيق، وكانت بيروت قد أصبحت مستودعًا هامًّا للقوانين الرومانية ومركزًا خطيرًا لدرس هذه القوانين وتدريسها. وكان قد لمع بين أساتذتها أميليوس بابنيانوس الحمصي مستشار الإمبراطور سبتيميوس سويروس، ودوميتيوس

أولبيانوس الصوري4 في القرن الثالث. فقام غريغوريوس البيروتي بجمع

  1. Guthrie, K., Numenius of Apamea, 96.
  2. Porphyrios.
  3. Jamblichus.
  4. Aemilius Papiaianus, Domitius Ulpianus.
٧١