وكان النوع الثاني أحدث عهدًا من الأول وأثقل سلاحًا، وقد أنشئ على طراز الفرسان الفرس ودعي المدرَّع[1]. وكان معظم أفراده من البرابرة من وراء الحدود.
طبقات المجتمع : ومنح الإمبراطور كركلا حقوق الرومان المدنية لجميع سكان المدن في جميع أنحاء الإمبراطورية، فأصبح كلهم مواطنين رومانيين منذ السنة ٢١٢ بعد الميلاد، ولكن هذا لم يعنِ التساوي بين جميع المواطنين، فبقي هنالك شرفاء ووضعاء[2]: شيوخ وفرسان وجنود لا تنالهم شدة القانون في العقوبات، وأكثرية ساحقة خاضعة لكل ما جاء في القانون من قساوة وشدة، وانتظم الشرفاء طبقات طبقات: فجاء على رأسهم القناصل ثم البطارقة ثم المدبرون فأبناء الجنود والموظفين وقد عرف هؤلاء باللقب كلاريسيمي[3] ثم الموظفون المستجدون في الوظيفة الذين استحقوا لقب «صاحب الأفضلية[4]» أو لقب «صاحب الكمال أو البراعة[5]».
وانتظم سائر أفراد الشعب طبقات وانحصروا فيها وأورثوها أبناءهم من بعدهم. وجاء في طليعة هذه الطبقات طبقة الكوريالس[6] أصحاب الأملاك المقيمين في المدن وأمهات القرى الذين تربعوا في دست الحكم فيها جيلًا بعد جيل. واتسق التجار وأصحاب المهن والحرف نقابات مقفلة موروثة. ولا يستبعد أن يكون أصحاب الفاقة ممن تناول خبزه يوميًّا من مخابز
الدولة[7] قد أصبحوا في عهد قسطنطين طبقة موروثة أيضًا ومثله الكولوني