حصن الديانة القديمة وأنها بقيت وثنية إلى وقت طويل1.
الإدارة: ونهج قسطنطين في إصلاح الإدارة الطريقَ نفسه الذي سلكه ديوقليتيانوس. ففصل السلطة العسكرية عن السلطة المدنية، وقوَّى الحكومةَ المركزية وحَصَرَ سُلطتها العليا في شخص الإمبراطور. ولم يكن هذا الاتجاه في الإصلاح ابن ساعته. فسويتونيوس المؤرخ الروماني يقول إن كاليكيولا الإمبراطور (٣٧–٤١ب.م) كان على استعدادٍ تامٍّ لتقبُّل التاج وإن الإمبراطور هيليوس جبلوس الحمصي لبس التاج في ظروف خاصة وإن أورليانوس (٢٧٠–٢٧٥ب.م) زين رأسه بالتاج في المواقف الرسمية واتخذ لنفسه لقب الإله في نُقُوشه الرسمية وعلى نقوده2 ويرى رجالُ الاختصاص أن الأباطرة نقلوا رأيهم هذا في الحُكم عن البطالسة والسلوقيين ثم عن الساسانيين في أيام ديوقليتيانوس وقسطنطين.
وليس لدينا من النصوص الأولية ما يخولنا التبسُّط في وصف الإدارة كما أنشأها ديوقليتيانوس وأقرها قسطنطين. والمرجع الأولي الأساسي في هذا الموضوع هو لائحة رسمية3 بوظائف البلاط والإدارة والجيش وبأسماء الولايات ظَنَّهَا المؤرخون السابقون من مخلفات القرن الرابع فاعتمدوها في أبحاثهم. ولكن النقد الحديث يجعلُها من بقايا القرن الخامس لا الرابع.
وعلى الرغم من هذا يجوز القول إن حكومة الدولة الرومانية في عهد قسطنطين الكبير كانت قد أصبحتْ حكومةً مطلقةَ الصلاحيةِ تستمد سلطتها من قوة الجيش المرابط ومن محافظتها على الأنظمة الموروثة ومن احترامها للقانون. وكان على رأس هذه الحكومة إمبراطور متجلبب بعظمة شرقية