ويُصلح الحال. وكتب إلى كلٍّ من ألكسندروس وآريوس فيها بوجوب التآلف ونبذ الخصام. وألمع إلى وجوب طاعة الرئيس كما أشار إلى «أن الاختلاف العقائدي أمرٌ فلسفيٌّ دقيقٌ لا يستوجب ذلك الاهتمام». ولكن هوسيوس أخفق في الإسكندرية وعاد إلى نيقوميذية. وقصد إليها كلٌّ من ألكسندروس وآريوس. واقترح هوسيوس عَقْدَ مجمعٍ مسكونيٍّ يضم جميع أساقفة النصرانية للبَتِّ في قضية آريوس. فقبل الإمبراطور اقتراحه ووجه الدعوة إلى جميع الأساقفة في الإمبراطورية الرومانية جاعلًا تحت تصرفهم وسائل النقل الرسمية. وعيَّن نيقية مركز الاجتماع بدلًا من نيقوميذية عاصمة الدولة الموقتة؛ لانحياز أسقف نيقوميذية إلى آريوس ولعطف قسطندية عليه.
ولبَّى الدعوة عددٌ غيرُ قليل من الأساقفة، مائتان وخمسون في رواية بوسيبيوس، ومائتان وسبعون في رواية افسيتاثيوس، وثلاثمائة في رواية أثناسيوس القديس، وثلاثمائة وثمانية عشر في رواية القديس هيلاريوس. وكان معظم هؤلاء من الولايات الشرقية. ودامت جلسات المجمع سبعة وتسعين يومًا بين العشرين من أيار سنة ٣٢٥ والخامس والعشرين من آب من السنة نفسها. وجلس افسيتاثيوس بطريرك أنطاكية إلى يمين الإمبراطور وكان قد اشتهر بعلمه ورسائله وتقواه، فافتتح المجمع بكلمة شكرٍ رفعها إلى الإمبراطور وبيَّن فيها فضلَه على النصارى. وقام قسطنطين فألقى كلمة باللاتينية تُرجمت إلى اليونانية أشار فيها إلى جَمَال الدين المسيحيِّ مستشهدًا ببعض أخبار السيد مؤكدًا تَعَلُّقه بمشيئة رب السموات. ثم طلب إلى المجتمعين أَنْ يعودوا إلى الكتب ليوحدوا الصفوفَ. وخرج من المجمع تاركًا الأساقفة في خلوة للعمل. فتشاوروا برئاسة أحدهم، ولعله الأسقف هوسيوس صديق الإمبراطور. وظل قسطنطين يُتابع أعمالهم عن كثبز
وفي الخامس والعشرين من تموز دعاهم إلى حفلة في قصره في نيقوميذية