الامبراطوران المجتمعان ان يشددا في تنفيذ هذه البراءَة. فكتب كل منهما الى عمّاله بوجوب السهر على التنفيذ. ولدى عودة ليكينيوس الى نيقوميذية كتب الى حاكمها في الثالث عشر من حزيران سنة ٣١٢ ان يبيح للمسيحيين ولغيرهم ايضاً العبادة كما يشاؤون وذلك ليصبح كل انسان حراً في امر عبادته 1 . ورد للمسيحيين الابنية والكنائس التي كانت قد صودرت من قبل. وفي خريف السنة ٣١٥ أَحيا قسطنطين اوامر اسلافه الاباطرة فحرم التبشير باليهودية والدعاية لها2 . ثم بعد سنة وجد نفسه في ميلان مرة اخرى لينظر هذه المرة في امر الدوناتيين فيحكم عليهم. وفي اول اذار من السنة ٣١٧ نلقاه في سرميوم في إيليرية يعلن ابنيه كريسبوس وقسطنطين الاصغر قيصرين وذلك في الوقت نفسه الذي اعلن فيه زميله ليكينيوس ابنه ليكينيانوس قيصراً ايضاً. ونراه يتقبل بهذه المناسبة الحرفين اليونانيين «خي» و«ايوته»، فيأمر بنقشهما على خوذته في النقود الصادرة عنه. وهذان الحرفان هما مونوغرام السيد المسيح باليونانية. وفي السنة ٣٢٦ بعد تغلبه على زميله ليكينيوس نراه يتخذ لنفسه علم اللبَّاروم الشهير المشار اليه آنفاً فيظهر على رأس هذا العلم المونوغرام المسيحي المذكور.
مجمع نيقية : وعلى الرغم من هذا كله استمرت سياسة الدولة الرومانية الدينية هي نفسها التي اقرت في ميلان سنة ٣١٢ سياسة تسامح وتساوٍ بين جميع الاديان. واستمر الامبراطور قسطنطين حبر الدولة الاعظم يرعى جميع الاديان بالتساوي والتسامح. وهكذا نراه يعلن لجميع الرعايا بعد انتصاره على خصمه ليكينيوس انه وان يكن قد انتصر بمعونة اله المسيحيين فانه