صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

غلاريوس قيصراً جديداً محله يدعى ليكينيوس. وقُبض على مكسيميانوس في مرسيلية في السنة ٣١٠ فقُتل بأمر قسطنطين في السنة ٣١١ وتوفي غلاريوس في هذه السنة نفسها من مرض المَّ به. ثم زحف قسطنطين على ايطالية وقهر مكسنتيوس في تورينو في السنة ٣١٢ فارتد هذا الى رومة. فلحق به قسطنطين ودحره مرة ثانية في ساكسة روبرة عند الصخور الحمراء1. وغرق مكسنتيوس في نهر التيبر. فلم يبق في الميدان سوى قسطنطين وليكينيوس. فحكم الاول الغرب وحكم الثاني الشرق. ثم شجر الخلاف بينهما في السنة ٣١٤ فاضطر ليكينيوس ان يتنازل عن ايليرية ومقدونية وآخية لقسطنطين. واستأنف الامبراطوران القتال في السنة ٣٢٣ فانكسر ليكينيوس في ادريانوبل وخلقيدونية واستسلم في نيقوميذية. فأمر قسطنطين بقتله، فقتل في السنة ٣٢٤. وهكذا أَصبح قسطنطين حاكم الامبراطورية الفرد.

موقفه من النصرانية : والشائع الذي دوَّنه المعاصرون2 هو أن

قسطنطين في شفق ليلة من ليالي حربه ضد مكسنتيوس في خريف السنة ٣١٢ شاهد فوق قرص الشمس الجانحة الى المغيب صليباً من نور مكتوباً عليه: «بهذا تغلب3» وان السيد ظهر له في اثناء تلك الليلة حاملًا هذه الشارة نفسها موصياً اياه باتخاذها راية يهجم بها على العدو . وتنص هذه المصادر ايضاً على ان قسطنطين استدعى اركانه عند فجر اليوم التالي وقصَّ عليهم ما راى وأمر باتخاذ الصليب شعاراً. وراية قسطنطين هذه4 التي اصبحت فيما بعد راية دولة الروم كانت تتألف من صليب تنسدل من عارضته الافقية قطعة من الحرير المزركش بالذهب المرصع بالحجارة الكريمة

  1. Saxa Rubra وهي Primaporta الحالية.
  2. Lactantius, De Mortibus Persecutorum; Eusebius, Constantini, I, 38–40.
  3. هكذا في الاصل اليوناني وفي المراجع اللاتينية: IN HOC SIGNO VINCES.
  4. Labarum.
٥٣