بابل» في السنة ٢١٥ بعد الميلاد. وتلقى وحياً لاول مرة في الثالثة عشرة من عمره ثم في الخامسة والعشرين اي السنة ٢٤٠ بعد الميلاد. وعلّم وبشر في طيسفون اولًا وخص شابور باحدى رسائله الاولى. وقال بسببين اصليين: النور والظلام، وبظروف ثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل. والنور والظلام عند ماني كائنان مستقل++ان منفصلان منذ الازل. ولكن الظلام غزا النور في الماضي وأَصبح بعض النور ممتزجاً بالظلام وهذه هي حالة عالمنا في الحاضر. ثم يخلص ماني الى القول ان لا بد من تنقية النور من هذا الظلام كي يعود النور والظلام الى الانفصال التام كما بدآ. والله هو سيد عالم النور والشيطان سيد عالم الظلام. وعندما غزا الظلام النور لم يستطع سيد النور ان يستعين بالغرانيق الخمسة: الفهم والعقل والفكر والتفكر والارادة لان هذا الغزو كان مفاجئاً لها فذعرت واضطربت.
فخلق سيد النور ام الحياة التي ولدت الانسان وسلَّحه بالعناصر الخمسة: النور والرياح والنار والماء والهواء ليستعين بها في محاربة الظلام. هذا بعض ما قاله ماني عن الماضي. فاما في الحاضر فان قوى النور بحسب عقيدته قد ارسلت النبيين بوذا وزورواستر ثم يسوع وهو أَهم الجميع. والعالم عنده ينتهي في المستقبل بثوران هائل وسقوط عظيم. فيصعد الصالحون في الفضاء الى اعلى، والاشرار يهبطون الى ظلام دائم. ويرى رجال الاختصاص الذين وفقوا الى درس ما بقي من رسائل ماني في تركستان وفي كتاب الفهرست لابن النديم وفي اوراق البردي في مصر ان المانوية تفرعت عن المسيحية لا الوثنية وخصوصاً لان ماني اعترف بصحة الاناجيل الاربعة ورسائل بولس الرسول، وقال انه البارقليس المنتظر.
وانتظم المانويون في «كنيسة» واحدة مؤلفة من طبقتين المنتقين المصطفين والمستمعين. وكان على رأسها بادئ ذي بدء رسل اثنا عشر ثم تلاميذ ستون ثم اساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان. وكانوا يجتمعون في كل احد