سنتيمتراً وعرضها خمسة. ويعلو هذه الدروع عند العنق زيق من الحديد أو البرونز يغطي العنق والرأس. ثم تعلو هذه كلها خوذة من الحديد مزينة باوشحة من الحرير الملون. وكان الفارس الساساني يستعين بقناة طولها متران وسيف طويل وقوس ونشاب وفأس فولاذية يعلقها في طرف خوذته الى وراء. وتدل بقايا بعض هؤلاء الفرسان في الصالحية عند الفرات ان حمائلهم كانت مرصعة باليشب الصيني. وكان القائد الساساني قبيل بدء القتال يذهب الى اقرب ماء فيسكب فوقه قليلًا مما يحمل من الماء المقدس ثم يرمي النبلة المباركة. وعلى الاثر يصفّ جيشه للقتال ويأمر بالنفخ في الناي الفارسي والمناداة بالعبارة البهلوية «مرد ومرد»، ومعناها «رجل لرجل». وكان يتكرر هذا القتال الفردي قبل التحام الجيشين. وكان الجيش يسمى جنداً، كل جند يتألف من عدد من الدرفشات، والدرفشة من عدد من الفشتات. وكان على رأس كل جند، جند سالار.
وقُدِّرَ لشابور الاول (٢٤١–٢٧٢) ابن أردشير الاول ان ينتصر على رومة اكثر من مرة. ففي السنة ٢٥٣ بعد الميلاد طرد تيريداتس الثاني، ملك أَرمينية وعميل رومة، من بلاده، وأَقام محله اميراً خاضعاً لسيادة فارس. ثم كسر فاليريانوس الامبراطور في السنة ٢٦٠ عند الرها وأَسره. ثم تابع الفتح فدخل انطاكية وطرسوس وقيصرية قبدوقية، ولكنه لم ينجُ من ضربة مؤلمة سددها اليه أَمير تدمر العربي أُذينة بن حيران. أَما فاليريانوس الذي اسره شابور عند الرها، فقد لقي حتفه اسيراً عند الفرس. وقام من اسر معه من الجنود باعمال عمرانية في فارس اشهرها جسر جند شابور. وظهر ماني ودعوته، وكثر اتباعه، فشغل شابور وبعض خلفائه عن محاربة رومة. وانهمكت رومة في متاعب اخرى كما اوضحنا فبقي الفرات ردحاً من الزمن وهو الحد الفاصل بين الدولتين.
ماني ودينه الجديد : هو ماني بن بابك ولد في «ماردين من اعمال