هذه الآثار التي تركها المسيحيون الاولون رسالة يعقوب اخي الرب واسقف اورشليم وهي تصور شدة ايمانه وسمو اخلاقه. ورسالتا بطرس الاولى والثانية، ورسائل يوحنا الرسول الثلاث، ورسالة يهوذا.
ويُجمِع علماء الكنيسة بفرعيها الرئيسيين الارثوذكسي والكاثوليكي على ان الانجيل الرابع هو ليوحنا الحبيب ويرون في دقة المعلومات الجغرافية التي وردت في هذا الانجيل عن القدس وفلسطين كما يرون في شدة العاطفة التي تضمنها نحو شخص السيد ما يؤيد التقليد الموروث ان كاتب هذا الانجيل وسفر الرؤيا هو يوحنا الحبيب نفسه. كتب سفر الرؤيا في اثناء اقامته الجبرية في جزيرة باتموس بين السنة ٩٢ والسنة ٩٦ و كتب الانجيل بعد انتقاله الى أفسس بين السنة ٩٦ والسنة ١٠٤. وكان يوحنا قد اشرف على نهاية عمر طويل وسمع انتقادات الفلاسفة ولمس بعض الشذوذ في العقيدة فجاءَت كتابته فلسفية مسيحية دوّن فيها ذكريات شخصية صدر فيها عن حب خالص للسيد. وما زالت عباراته المملوءة حباً وعطفاً تهز القارئ حتى يومنا هذا. «وهو ايضاً الذي اتكأَ على صدر السيد وقت العشاء وقال: يا سيد من هو الذي يسلمك؟» وهو ايضاً ذاك الذي قال عنه يسوع مخاطباً بطرس: «إن كنت اشاء انه يبقى حتى أجيء فماذا بك؟»
هذا وليس لدينا من آثار هؤلاء المسيحيين الاولين اثر مادي سوى ما حفظته جدران مدافن رومة من صور الصلبان والحمام وجذوع النخل وغصون الزيتون والاسماك وجميعها يعود الى القرن الثاني. وليس بينها ما يستوجب الايضاح سوى السمكة. وهذه كانت تذكّر في الاوساط المسيحية الاولى بالآية: «يسوع المسيح ابن الله المخلص.» وتفسير هذا مرده الى العبارة اليونانية: Iesous Christos Theou Uios Soter فمجموع الحروف الاولى من هذه الكلمات اليونانية يشكل اللفظ اليوناني i-ch-th-u-s ومعناه السمكة.